لا بأس شرعا برد هدية مع القرض طالما أن ذلك لم يكن مشروطا عند العقد ولا بعده.

يقول الدكتور محمد أحمد المسير- الأستاذ بجامعة الأزهر- :

نشكر كل دائن ومَدِين من يقوم بإعطاء قرض حسن لشخص وقت حاجته ومن يرد القرض مع هدية وذلك على مشاعرهما الطيبة، فالدائن يقدم المعروف وينقذ أخاه المسلم من موقف صعب، “ومَن يسَّر على معسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة”. والمدين يعتَرِف بجميل صاحبه: “ومَن لا يشكر الناسَ لا يشكر الله”. فجزاهما الله خيرًا. وما أحوجنا إلى هذه الروح في معاملاتنا حتى نكون عباد الله إخوانًا.

هل رد القرض مع هدية جائز

يقول الدكتور محمد أحمد المسير: تقديم الهدية من المدين عرفانًا بالجميل ووفاءً فليس من الربا المحرم في شيء ،بل هي من حسن الأداء، وتحكي كتب الصحاح أن رسول الله ـ ـ استلف من رجل بكرًا، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: “لم أجد فيها إلا خيارًا رباعيًّا فقال: أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنُهم قضاءً”.

فهذا رسول الله يستقرض دَينًا، والدَّين هنا كان بكرًا من الإبل صغيرًا، وعندما حان موعد الرد أعطى الدائن رباعيًّا، وهو من الإبل: ما استكمل ست سنين ودخل في السابعة، أي أنه زاده أكثر من حقه، وقال توجيهًا لعامة المسلمين: إن خيار الناس أحسنهم قضاءً.

هل يجوز رد القرض مع هدية

يقول الدكتور محمد أحمد المسير: قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: “يُستَحب لمَن عليه دَيْن من قرض وغيره أن يرد أجود من الذي عليه، وهذا من السنة ومكارم الأخلاق، وليس هو من قرضٍ جرَّ منفعة فإنه منهي عنه؛ لأن المنهي عنه ما كان مشروطًا في عقد القرض، ومذهبنا أنه يُستَحَبُّ الزيادة في الأداء عما عليه، ويجوز للمقرض أخذها سواء زاد في الصفة أو في العدد.

وعلى هذا فالمسألة راجعة إلى النية: “وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”.