المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، وعلى المسلمين في كل مكان أن يساندوا إخوانهم في غزة.

يقول الدكتور صلاح الدين سلطان أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة، والمستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين:

فإن من الفريضة الشرعية والضرورة الواقعية أن نقف وقفة عملية مع إخواننا في فلسطين أرض القدس والإسراء والرحمات الربانية.

وهناك واجبات لا يسع مسلم أو مسلمة أن يتركها إذا كانت لدينا بقية من دين، واعتزاز بالأقصى وفلسطين وإحساس بإخواننا في غزة. وأملنا أن هذه الأمة ولود  كما قال الشاعر:

إذا مات منا سيد قام سيد                 قؤول لما قال الكرام فعول

المساندة المالية لأهل غزة

يجب على المسلمين جميعا أن يكونوا عونا لأهل غزة خاصة وفلسطين عامة، وذلك وفقا للأدلة التالية:

1.   ورد الأمر بالإنفاق و الحث عليه وذم الشح و البخل في القرآن الكريم (133) موضعا، وأكبر مجال للإنفاق في القرآن الكريم هو كفاية المحتاجين.

2.   روى البخاري بسنده عن عبد الله بن عمر أن النبي قال : “من لا يرحم لا يُرحم” ولقد قال ابن حزم تعليقا على الحديث : ومن كان على فضلة ورأى أخاه جائعا عريانا فلم يغثه فما رحمه بلا شك ( المحلى 6 /157 ).

3.   أورد الهندي في كنز العمال رقم ( 15823 )، وابن حزم في المحلي ( 6/158 ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: “إن الله عز وجل فرض للفقراء في مال الأغنياء قدر ما يسعهم فإن منعوهم حتى يجوعوا أو يجهدوا حاسبهم الله حسابا شديدا وعذبهم عذابا نكرا”.

4.   ذكر الماوردي في الأحكام السلطانية ( 183 ) أن عمر بن الخطاب أغرم قوما دية رجل مات عطشاً لأنه طلب منهم فضل الماء فلم يعطوه حتى هلك. واستغاثة إخواننا في غزة تفتق الآذان ولو كانت صماء!

5.   يقول الجويني في كتابه الغيّاثي ( ف:339 ) : إذا هلك فقير واحد والأغنياء يعلمون به أثموا جميعا، ويقول في موضع آخر: إذا هلك فقير واحد بين ظهراني أغنياء علموا بحاجته أثموا جميعا من عند آخرهم، وكان الله طليبهم وحسيبهم يوم القيامة.

6.   توجب القواعد الشرعية على كل مسلم إغاثة إخواننا في غزة، ومن هذه القواعد “الضرر يُزال”، و”يُتحمل الضرر الخاص لأجل الضرر العام”، و” الضرر الأشد يزال بالأخف”، و”ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”، وهذه القواعد الشرعية – التي ذكرها السيوطي وابن نجيم في الأشباه و النظائر ، والشاطبي في الموافقات، وابن رجب في القواعد الفقهية – توجب سرعة الإغاثة لإخواننا في غزة؛ لأن هناك ضررا محققا بسبب مضاعفة الضحايا من الرجال والنساء والمرضى وكبار السن بالآلاف، ورقابهم في أعناقنا جميعا.

7.   يتفق علماء الأمة في جميع المذاهب الفقهية قاطبة قديما وحديثا على وجوب بذل الفضل لكل مضطر ومحتاج، وقد حكى القرطبي في تفسيره ( 1/225) اتفاق علماء الأمة على ذلك ، ويستطيع أي مسلم مراجعة ذلك في المذهب الحنفي لدى السرخسي في المبسوط (24-29)، أو لدى الكاساني في بدائع الصنائع ( 6/188)، وفي المذهب المالكي في الموطأ لمالك ص ( 171)، ولدى الباجي  في المنتقى (6/39)،  وفي القواعد لابن مكي ( 2/34)، ولدى الشاطبي في الموافقات ( 1/97) ، وفي المذهب الشافعي لدى الجويني في الغياثي فصل: إغاثة المشرفين على الضياع، فقرات (337-342)، والماوردي في الأحكام السلطانية ص ( 183) ، والنووي في المجموع ص (9/32) والشيرازي في مغني المحتاج ( 4/308)، وفي المذهب الحنبلي في الأحكام السلطانية للفراء ( 220) ، والمغني لابن قدامة ( 8/602) (11/343)، ولدى مذهب الزيدية في شرح الأزهار لابن المرتضي ( 2/554)، والعجيب أن هناك عبارات صريحة لكثير من هؤلاء الفقهاء أن من حق الجوعى والمرضى وذوي الحاجات أن يقاتلوا من حرمهم من حقهم.

المساندة المعنوية لأهل غزة

الحد الأدنى الذي ليس وراءه حبة خردل من الإيمان، أن نضاعف الصيام، وأن نكثر من القيام، وأن نجأر بالدعاء إلى الملك العلام أن يكشف البلاء، عن الأطفال والرجال والنساء، من أهل غزة.

ولعل دعاء المخلصين في أطراف الأرض لإخوانهم في فلسطين أن يكون أقوى في رد الظلم عنهم ونصرهم.