حرم الإسلام أي نوع من أنواع الاستمتاع بين الذكر و الأنثى في غياب الشرع فلا بد من وجود الزواج الشرعي حتى يحق لكل من الذكر و الأنثى الاستمتاع بالطرف الآخر .
ويجب على من وقع في الزنا ، أو تسبب في ذلك أو أعان عليه أن يبادر إلى التوبة النصوح، وأن يندم على ما مضى ، وألا يرجع أبداً وأن يعزم على ذلك تمام العزم وأن يكره أن يعود إلى المعصية كما يكره أن يلقى في النار .
ويجب عليه أن يستتر بستر الله ـ عز وجل ـ ،فالتوبة تهدم ما قبلها من الذنوب و المعاصي ، و التوبة مفتوحة حتى تطلع الشمس من مغربها أو أن تبلغ الروح الحلقوم ، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
يقول الأستاذ الدكتور الحسيني أبو فرحة الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف :
الزنا من الكبائر. وعقوبته شديدة وأضراره جسيمة بالأفراد والمجتمعات، ومن هنا حرمه الله عز وجل. وشدد عقوبته.
وقد جعل عقوبة الزاني الذي لم يسبق له الزواج الجلد مائة وتغريب عام. والزاني بعد الزواج عقوبته الرجم من الجنسين.
ولكن من وقعت منه جريمة الزنا. وستره الله عز وجل فعليه أن يعجل في التوبة النصوح. والتوبة النصوح. أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه. فيقلع عن الذنب ويندم على فعله. ويعزم عدم العودة إليه. وإن كان يتعلق بحق آدمي رد إلى صاحب الحق حقه إن أمكنه ذلك. وفي حالتك لا يمكن الحديث مع صاحب الحق. فبحسبك ترك هذه الفعلة الشنعاء مع الندم الشديد. والعزم على عدم العودة لها. والمحافظة على الفرائض والإكثار من نوافل العبادات مع البعد عن سائر ما حرم الله عز وجل.
إن تاب العبد إلى الله تعالى على هذا النحو قبل الله عز وجل توبته. فقد دعاه الله ودعا كل عاص إلى التوبة بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا” وقوله: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”.
وقال ﷺ: “يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة” رواه مسلم.
والله يفرح بتوبة عبده ويبدل سيئاته حسنات إذا حسنت توبته قال ﷺ: “لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة” متفق عليه. أي عثر على بعيره الذي فقده وأيقن بالهلاك بسبب فقده في الأرض الواسعة. ثم وجده مصادفة ففرحته ببعير” كبيرة. لأن عثوره عليه منجاة له من الهلاك.
كما يوضح ذلك رواية مسلم لهذا الحديث. ففي رواية مسلم. يقول ﷺ: “لله أشد فرح بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلت منه. وعليها طعامه وشرابه. فآيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها. وقد آيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: الله أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح”. فاقبل يا أخي على التوبة وعمل الصالحات. ولا تكشف ستر الله عنك يغفر الله لك ويبدل سيئاتك حسنات إن شاء الله. ويفرح بتوبتك
أهـ
وبالجملة فإن على من وقع في ذلك الجرم أن يبادر إلى التوبة النصوح ، وأن يقبل على ربه بكليته ، وأن يقطع علاقته بكل ما يذكره بتلك الفعلة ، وأن ينكسر بين يديه مخبتاً منيباً ، عسى أن يقبله ، ويغفر سيئاته ، ويبدلها حسنات ، (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )).