يقول الله سبحانه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أنِ اشْكُرْ للهِ) (سورة لقمان : 12) أَنْزَل الله في القرآن سورة سُمِّيَت باسم لقمان، ونصَّت الآية على أن الله سبحانه آتاه الحكمة، كما ذَكَرتِ السورة وَصِيَّته لابنه وذلك لأهميتها.
والخلاف في نَسَبه ونشأته كبير، وليس لأي قول في ذلك دليل قوىٌّ، فمثلاً قال محمد بن إسحاق: هو لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارح، وهو آزر أبو إبراهيم ، وقال السُّهيليُّ: هو لقمان بن عنقاء بن سرون، وكان نوبيًّا من أهل أيلة، وقال الزمخشري: هو لقمان بن باعوراء ابن أخت أيوب أو ابن خالته، عاش ألف سنة وأَدْركه داود وأَخَذ عنه العلم، وقال الواقديُّ: كان قاضيًا في بني إسرائيل، وقال سعيد بن المُسَيّب: كان لقمان أسْودَ من سُودانِ مصر.
واختُلف في صنعته، فقيل كان خيّاطًا، وقيل حطّابًا، وقيل: كان راعِيًا، وقيل: كان نجّارًا.
كما اختُلف في شَكْلِه، فقيل: كان أسْوَدَ مُشقَّق الرِّجْلَين ذا مَشافِرَ، أيْ عظيم الشَّفَتَين، وكل ذلك كلام لا دليل عليه يَطمئن إليه القلْب، لكن المهم أن نَعرف هل كان نبيًّا أو وليًّا، أي رجلاً صالحًا؟.
المتفق عليه أن الله آتاه الحكمة، وسجَّل وصيَّته في القرآن إشادة بها وتقريرًا لها، وجمهور العلماء على أنه كان وليًّا ولم يكن نبيًّا، وقال بنُبُوَّته عكرمة والشعبي؛ لأنها هي الحكمة التي آتاها الله إياه، ولكن الصواب كما ذَكره القرطبي في تفسيره للسورة “ج 14 ص 59” أنه رجل حكيم بحكمة الله تعالى.
ومهما يكن من شيء فلا يَضرنا الجهل بذلك، والمهم هو الاقتداء بسيرته والأخذ بحكمته.