غير المسلم لا يكون شهيدا مهما كانت نيته، وذلك لأن غير المسلم عمله الصالح يوفى له في الدنيا قال تعالى (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون)، فالشهادة بمعناها الشرعي لا تطلق إلا على المسلم وهي شهادة له بحسب الظاهر من حاله أما نيته فعلمها عند الله الذي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
يقول فضيلة الشيخ حسن قاطرجي -من علماء لبنان-:
لفظ الشهادة لفظ شريف وعظيم الرتبة لا نطلقه إلا على من أطلقه الله عز وجل عليه، والأمر لا يرجع إلينا ولا إلى عواطفنا إنما يرجع إلى من بيده مفاتيح الجنة ومنازل المؤمنين فيها، وبناء عليه، فلا أؤيد من يحجبون هذا الوصف عن المسلمين الذين يقتلون على الأرض التي يغزوها الكفار، بل علينا أن نرجو لهم الشهادة ونترحم عليهم.
وأنا أنكر على من يحكمون ميولهم السياسية وولاءاتهم الوطنية في الأوصاف الشرعية، وهذا إثم عظيم وتعالم على الله رب العالمين.
وعلينا جميعا أن نتقي الله وننفذ ما أمرنا به من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله).
هل نشطاء السلام شهداء
أما نشطاء السلام فلا يجوز وصفهم بالشهداء، حتى لو تأثرنا بمقتلهم ولكن نتمى لو أنهم كانوا مسلمين، وعلى أي حال، فهي يفتقدون الوصف الأساس الذي اشترط الله لمنقبة الشهادة وهو وصف الإسلام، ومع ذلك فإن موقفهم حجة على المسلمين المتخاذلين الذين لا ينشطون في سبيل قضايا المسلمين.
فوصف الشهادة إذن لا يطلق إلا على من قتل من المسلمين في المعركة مع الكفار، وهو إطلاق باعتبار ما نظن ويترجح لدينا، لا باعتبار اليقين والجزم بحقيقة الأمر، لأن ذلك متوقف على عقيدة الإنسان ونيته، ولا يطلع على ما في القلوب إلا الله سبحانه وتعالى.
وهذا مراد الإمام البخاري فيما بوب له في صحيحه قال: باب لا يقال لفلان شهيد. أي على سبيل القطع واليقين.
وبناءً عليه، ما لم تظهر قرينة راجحة – فيمن الأصل فيهم الإسلام ممن يسكنون دار الإسلام – على أنهم يقاتلون لوجه الله ولا يقاتلون للطاغوت ولا يعتنقون أفكارا تتنافى مع ما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالأصل وصف قتلهم بالشهادة إحساناً للظن بالمسلمين.
وإذا ثبت غير ذلك فهم قتلى وليسوا شهداء لقوله ﷺ فيما أخرجه الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”.
أ.هـ
من هو الشهيد في الإسلام
جاء في فتاوى الأزهر:
الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب، أو أهل البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر دال على قتله، أو قتله مسلم أو ذمي ظلما بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية، وكان موته فور إصابته بأن لم يباشر أمرا من أمور الدنيا بعدها - وحكمه أنه يكفن ويصلى عليه ولا يغسل، ويدفن بدمه وثيابه إلا ما ليس من جنس الكفن، كما أمر بذلك رسول الله ﷺ في شهداء أحد - هذا هو شهيد الدنيا والآخرة وحكمه - أما شهيد الآخرة فقط فقد قال السيوطى كما نقله عند ابن عابدين أنهم نحو الثلاثين وزادهم بعض الفقهاء إلى نحو الأربعين منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات في سبيل طلب العلم. وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم.
لماذا سمي الشهيد شهيدا
جاء في كتاب الجامع الصغير للسيوطي:
سمي الشهيد شهيدا لأن روحه شهدت دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلا يوم القيامة، أو لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة، أو لأنه أشهد عند خروج روحه ما له من الثواب والكرامة، أو لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه، أو لأنه يشهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله، أو لأن عليه شاهدا يشهد بكونه شهيدا وهو دمه، أو لغير ذلك
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
سمي الشهيد شهيدا لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة . وقيل : لأنه يكون شهيدا على الناس بأعمالهم.
والشهيد في اصطلاح الفقهاء: من مات من المسلمين في قتال الكفار وبسببه.