العلامات التي نعيشها الآن من علامات الساعة فإنها العلامات الصغرى ، وتقريبا كلها حدثت ، وأكثرها مستمر ، وبعضها حدث في وقته ثم انتهى.
وأما العلامات الكبرى فلم يحدث منها شيء قط ، وعندمتا يحدث شيء منها تكون الدنيا في حكم المنتهية وتوشك أن تقوم الساعة ، وأول العلامات الكبرى طلوع الشمس من مغربها ثم خروج الدابة من الأرض في ضحى نفس اليوم، وهذا هو الراجح والأصوب .
فإذا بدأت العلامات الكبرى في الظهور تتابعت كحبات عقد افرطت منه حبة إذ انقطع .
وما على المسلم إلا أن يستعد للقاء الله تعالى في كل لحظة ، لأن الموت ليس له وقت معلوم ، بل يأتي بغته ، كما قال النبي ﷺ : ” النار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والجنة مثل ذلك ” أي في أي لحظة يقع الموت فيتحدد المصير بحسب الخاتمة : إما جنة وإما نار ، في لحظات، فهو أقرب من النعل إلى لابسه، وقد وصانا حبيبنا محمد ﷺ فيما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة).
وقال فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا).
وفي رواية الترمذي : (بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) .