أولاً: طه: جاء في تفسير القرطبي “ج11 ص 165” أنَّ هُناك خِلافًا في معناها، فقال أبو بكر: هو من الأسرار، وقال ابن عباس: معناه يا رجل، وهي لغة معروفة في “عُكْل” وقال عبد الله بن عمر: معناها بلغة “عكل”: يا حبيبي، وقيل هي اسم من أسماء الله تعالى، وقسم أقسم به وهو مروى أيضًا عن ابن عباس، وقيل: هو اسم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سماه الله به، كما سمَّاه محمدًا، ورُوي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قال ” لي عند ربِّي عشرة أسماء” فذكر أن فيها طه ويس.

وقيل إنها حروف مقطَّعة كالَّتِي في أوائل بعض السور، وقيل: إن معناها ” طَأِ الأرض، وذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتحمَّل من مَشقَّة الصلاة حتى كادت قدَماه تتورَّمان ويحتاج إلى التَّرْويح، فقيل له: لا تتْعب حتى تحتاج إلى التَّرْويح، ويُناسب ذلك قوله تعالى بعد ذلك مباشرًة (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَي) أي ما أنزلناه لتُرهق نفسك بالقيام به في الصلاة. هذا مختصر مما جاء في تفسير القرطبي من كلام طويل فيه من أراد الاستزادة فليرجع إليه.

ثانيًا: يس: جاء أيضًا في تفسير القرطبي “ج15 ص3” أنَّ هُناك خلافًا في معناها فقيل: معناها يا إنسان أو يا رجل، وقيل اسم من أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو من أسماء الله تعالى، وكما طال الكلام في طه طال في يس فيُرجع إلى القرطبي، وذكر الزرقاني في شرح المواهب “ج3 ص 137” أن الحديث الذي ذكره ابن مِرْدَوَيْهِ في أن طه من أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضعيف واعتمد أنه من الحروف المقطعة، أيضًا “ج3 ص175.