يقول فضيلة الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد :ـ
لايعرف في الشرع صلاة مستقلة تسمى صلاة الإشراق ، وإنما ورد تسمية صلاة الضحى بصلاة الإشراق فيما أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير 24/406 رقم الحديث 986) ، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (كنت أمر بهذه الآية فما أدري ماهي، قوله:(( إنا سخرنا الجبال معه يسبّحن بالعشي والإشراق))، حتى حدّثتني أم هاني بنت أبي طالب ، أن رسول الله -ﷺ- دخل عليها فدعا بوضوء في جفنة ، كأني أنظر إلى أثر العجين فيها ، فتوضأ -ﷺ- ، ثم صلى الضحى ، ثم قال : ((يا أم هاني ، هذه صلاة الإشراق)) . قال في (مجمع الزوائد 2/241) : وفيه حجّاج بن نصير ، ضعّفه ابن المديني وجماعة.
والصحيح أن ذلك -أي تسمية الضحى بالإشراق- محفوظ من قول ابن عباس -رضي الله عنه- ، فقد أخرج ابن جرير في تفسيره (جامع البيان 12/137) عند تفسير قوله تعالى : (( يسبحن بالعشي والإشراق )) ، والحاكم في (المستدرك 4/59)، عن عبدالله بن الحارث، أن ابن عباس كان لايصلي الضحى حتى أدخلناه على أم هاني ، فقلت لها : أخبريه بما أخبرتني به ، فقالت : دخل رسول الله -ﷺ- في بيتي فصلّى ثمان ركعات، وذلك من الضحى ، قيامهن وركوعهن وسجودهن وجلوسهن سواء ، قريب بعضهن من بعض ، فخرج ابن عباس، وهو يقول : لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما عرفت صلاة الضحى إلا الساعة (يسبحن بالعشي والإشراق) ، ثم قال ابن عباس -رضي الله عنه- : (هذه صلاة الإشراق) . قال ابن حجر في كتابه ( الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ، والمطبوع بذيل الكشاف 4/75 : (هذا موقوف ، وهو أصح) .
والحاصل أن صلاة الإشراق هي صلاة الضحى .