على المسلم أن يحافظ على نعمة الإيمان التي أنعم الله بها عليه ، وأن يبتعد عن كل ما من شأنه أن ينقص إيمانه أو يخدشه فضلا عما يبطله وينقضه.
وأول ما يجب على المؤمن أن يبتعد عنه حفاظا على إيمانه، هو أن لا تتناقض معتقداته وتصوراته وأقواله وأفعاله مع إيمانه، فإذا آمن المؤمن أن أزمة الأمور كلها بيد الله ، وأنه وحده هو المستحق أن يتوجه إليه بالدعاء والعبادة والخوف والرجاء والرغبة والرهبة ؛ فإن مقتضى هذا أن لا يأسى على ما فاته ولا يطغى بما أوتي ، وأن لا يسأل إلا الله وأن لا يدعو أحد سواه.
ومما يعرض الإيمان للتشوه والفساد: إقحام المقدسات الدينية في اللعب والمزاح، فإن قوما خاضوا في الله وآياته ورسله لعبا واستهزاء، فكفروا بذلك ، قال الله تعالى: ” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ” (التوبة: 65)
ولما أرادوا أن يعتذروا، قال الله لهم : “لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ” [التوبة : 65 ، 66].