الأضحية سنة في الأمة من عهد إبراهيم عليه السلام إلى عهد محمد نبينا عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا،وأصلها أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام امتحنه الله فأمره بذبح ابنه بكره إسماعيل عليه الصلاة والسلام ليخلص قلبه لمحبته سبحانه دون محبة غيره جل وعلا، وكان إبراهيم هو خليل الله عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الناس في زمانه، وهو أفضل الخلق بعد محمد عليه الصلاة والسلام، فلما أراد ذبحه وتله للجبين ولم يبق إلا أن يوهي بالسكين إلى حلقه رحمه الله ورحم ابنه ورفع عنهما هذا الأمر وفداه بذبح عظيم وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات:109-111].
يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي:
في مذهب الحنابلة لا يجوز للمضحي أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا، فمن أراد أن يضحي في شهر ذي الحجة، فبمجرد رؤية هلال هذا الشهر، فعليه أن يمتنع عن قص شعره، أو حلقه وعن تقليم أظافره، فإن هذا نوع من التشبه بالمحرمين في مناسك الحج ..
فالإنسان الذي لم يتح له أن يذهب إلى الأرض المقدسة ليحرم، ويحج ويعتمر، يتشبه بالحجاج، والمعتمرين، وهو في أرضه، وفي بيته، وفي بلده .. يتشبه بالامتناع عن قص شعر الرأس، واللحية، والأظافر فقط، وليس هناك شيء محرم أكثر من هذا.. فلا يظن البعض أنه يمتنع عن زوجته وعن الطيب .. لا .. لم يرد هذا .. الامتناع فقط عن قص الشعر والأظافر ..
والامتناع عن مس الطيب والنساء يكون بالنسبة للحاج فحسب ..
وقص الشعر وتقليم الأظافر بالنسبة للمضحي مكروه فقط .. وهو الأرجح .
فمن فعل ذلك فليس عليه فدية وليس عليه شيء، فلو خالف أحد، وقص شعره أو أظفاره، فليس عليه فدية وإنما عليه أن يستغفر الله، وليس أكثر من ذلك..
ومادام الأمر مكروهًا فالكراهة – كما قال العلماء -تزول بأدنى حاجة .. فمثلا إذا كان البعض يضايقه كثيرًا ترك الشعر أو الأظافر فقص شعره أو قلم أظافره، فلا شيء عليه.