كلمة التلمود عِبْرِيَّة معناها العلم أو الثقافة، وعرف بهذا الاسم كتابان: التلمود الفلسطيني والتلمود البابلي. وموضوعهما واحد، الأول جمعه اليهود الذين بَقُوا في فلسطين بعد أن دمَّر الملك البابلي أورشليم سنة 586 قبل الميلاد، والثاني جَمَعَه اليهود الذين أَسَرَهم هذا الملك في بابل.
ولما وَجَدَ اليهود أنفسهم منعزلين عن المجتمع لتعصبهم، : حاولوا التوفيق بين يهودية التوراة والمجتمع، فوضعوا شروحًا للتوراة مُزِجَت بالثقافات المختلفة وجُمعت في كتاب اسمه “المشنا” ثم قام زعيم لهم بنشره في المدارس والمجامع التي عرفت باسم “الكنيست” واعتبروا هذا الزعيم نبيًّا كموسى.
وطَغَتِ الشروح على أصل التوراة، منذ القرن الخامس قبل الميلاد حتى جاء سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ وبعده انقسم الكَتَبَة إلى فئات تحاول كسْب ودِّ الحاكم الروماني على حساب الدِّين. وحوالي سنة 70 ميلادية غزا ” تيطوس” الروماني فلسطين وخرَّب أورشليم، وجاء كاتب يهودي اسمه “يهوذا بن سمعان” في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث، فجمع كل هذه الأعمال وقسمها ستة أجزاء ، تَشمَل قواعد العبادة والأعياد والنساء والمعاملات والقرابين والطهارة، ثم أُضِيفَتْ شروح مُكمِّلة، ولما كبرت الشروح جمعها اثنان من الكتبة هما “آشي ورابين” في القرن الخامس الميلادي، وسَمَّيَاها ” التلمود” وطُبِعَ بأصليه: الفلسطيني والبابلي في البندقية.
هذا، وقد جاء الإسلام وقَرَّر أن اليهود حرَّفوا التوراة وكتبوا كتبًا من عندهم يشترون بها ثمنًا قليلا، وبسبب تقديسهم لما كتبوه وترْكهم ما أَنْزَل الله وقفوا من الدعوة الإسلامية مواقفهم المعروفة، بل وقفوا من العالم مواقف لتحقيق ما سَطَرَه قدماؤهم في التلمود وما وَضَعُوه من بروتوكولات، ونَنْصَح بعدم قراءة هذه الكتب إلا للمتمكِّن في دِينه القادر على تمييز الحق من الباطل.