ورد في الأثر أن نية المؤمن خير من عمله، والنية الحسنة يثاب المرء عليها، حتى لو وُجِد ما يمنع من إتمام العمل ، فالمرء يثاب بنيته أكثر ما يثاب بعمله.

يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس ـ أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:

إن الله سبحانه وتعالى يجزي الإنسان على نيته الصالحة، وإن لم يعمل ما نواه، لقول رسول الله (): “إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله… ” الحديث. وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يجزي الإنسان على نيته الصالحة، وإن حدثت موانع مؤقتة تمنعه عن الإتيان بها، أو عن إتمامها.

فإذا كان المسلم قد نوى قراءة القرآن أو التطوع بالصلاة فدخل عليه أحد الأشخاص وحال دخوله دون إتمام الفعل الذي نوى إتمامه فإنه مأجور إذا كان الدخول في هذه العبادة وإتمامها وعدم الاهتمام بالشخص الذي دخل عليه سيترتب عليه سوء الظن أو حدوث عداوة أو بغضاء.

وبهذا فإن من فعل هذا لا ينبغي أن يترتب عليه التواكل وعدم الإتيان بهذه العبادات، وفي جميع الأحوال ينبغي أن يُعلِم من دخل عليه بأنه كان بصدد قراءة القرآن أو أداء الصلاة، ثم يستأذن منه في الإتيان بذلك، ولن يضيره إتمام هذا العمل بعد استئذانه فيه، خاصة أن هذه الأعمال تُعدّ من نوافل الطاعات.