النُّطق الصّحيح للضّاد غير النطق الصحيح للظّاء، وإن اشتركا في أكثر الصفات ، إلا أن الضّاد تمتاز عن الظاء مخرجًا واستطالة.
فمخرج الضاد إحدى حافَّتَيِ اللسان مع ما يَلِيها من الأضراس حتى تَجِدَ بينها منفذًا لا ينضغط فيها الصَّوت ضغط الطاء فيظهر معها صوت خروج الرِّيح. وحينئذٍ تكون مُشْتَبِهةٌ في السمع بالظاء كما هو المنصوص عليه في جميع كتب القراءة والتجويد.
وهذا الوصف للنطق بالكتابة لا يُعرف إلا بالتلُّفظ وسَماع نطقها الصحيح من العالم بها والمتمرِّن عليها، وقد يتهاون بعض الناس فينطِقها كالدّال، أو ينطقها كالظاء، فهي وسط بينهما ولها نطقها الخاصّ بها.

حكم من بدل حرفا بحرف في القرآن وهو يصلي

قال العلماء: إذا كان معتمِّدًا لهذا الإبدال وهو يعرف الفرق بينهما حرُم عليه ذلك، بل قال بعضهم بكُفره، لأنه تغيير للقرآن الكريم، وبالتالي تكون صلاته باطلة ولا تصحُّ إمامته. أمّا إن كان غير مُتعَمِّد فيجب عليه أن يجتهد لمعرفة النطق الصحيح للحرف، فإن قَصَّر مع قدرته على ذلك بَطَلَت صلاته وإمامته. فإن عجز ولم يستطع إصلاح نطقه صحَّت صَلاته وإمامته كما قال جمهور الفقهاء.
والمالكيّة قالوا: الألثغ ـ وهو مَنْ يُبدِل السّين ثاءً، أو الزّاي ذَالاً ـ وكذلك التّمْتام الذي يكرِّر التاء في كلامِه، والفَأْفاء الذي يكرِّر الفاء، والأرتّ الذي يأتي بإدغام في غير موضعِه، كأن يقول “المُتّقيم” بدل “المُستقيم” ونحوهم مِن كُلّ مَن لا يَستطيع النُّطق ببعض الحروف أو يُدغِم حرفًا في غير إمامته وصلاته صحيحتان حتى لو كان المقتدي به سالمًا من هذا النقص ولو وجد من يعلِّمه وقَبِلَ التعليمَ ولم يَستعصِ عليه واتّسع الوقتُ له، ولا يجب عليه الاجتهاد في إصلاح لسانه على الراجح ” كتاب الفقه على المذاهب الأربعة نشر أوقاف مصر”.