لم يكن الإسلام عدوا للعلم يوما ما، ولا وقف حجر عثرة في طريقه أبدا، بل دعا إليه وحث عليه ، ورفع من شأن العلم والعلماء، وجعل مجالس العلم مجالس عبادة تحفها الملائكة ، وتضع أجنحتها للعلم والعلماء ، بل وطلاب العلم.

كما قام الإسلام على رفض كل دعوى بغير برهان، والإنكار على التَّبَعِيِّة والتقاليد، وعلى اتِّباع الظنون والأهواء، ولم يقتصر دور الإسلام على الترحيب بالعلم، بل فَرَضه فَرْضَ كفاية على الأمة بقَدْر ما يَحتاج إليه المسلمون، وأخْذِ الحكمة من أيِّ وِعَاء خَرجَتْ، وبهذه المبادئ والتوجيهات الرائدة، صَنَع الإسلام “المُنَاخ” النفسي والاجتماعي لازدهار العلم، وقيام حياة علمية مُضيئة الجَنَبَات.

إلا أن العلوم كلها ليست على نسق واحد، فهناك علوم لاتفيد لا في الدنيا ولا في الدين، بل تضر وتفسد، مثل علم السحر، فلا غرو أن نهى عنه الإسلام وجعله كفرا ، وباعد بين المشتغلين به وبين رحمة الله كما بين السماء والأرض.