الزوجة عندما اختارها الزوج كان يحبها، وكانت تلبي احتياجاته بالضرورة، ولم تكن مقصرة في حقه، وقد يحدث التغير تجاهها لأسباب عديدة؛ فلماذا لا يتناصح النساء بالتواصي على إرضاء الزوج، كأن تتصنع له، وتقوم بواجبها تجاهه وتعطيه كل ما يشتهيه مما يراه خارج بيته؟ فلماذا لا يكون في البيت ما يرغبه الأزواج والزوجة تملك ذلك؟

ولماذا لا تحتل هي مكانة في قلبه، وتكون الفتاة التي أحبها ورغب فيها وتزوجها، لا بد أنها اعتمدت على أنها زوجة وأم ولد؛ فلم يعد يجد عندها ما يلبي احتياجاته؛ فبحث عن احتياجاته خارج بيته، نعم هو مخطئ وخالف شرع الله، ولم يصبر، ولكن هي السبب، هي التي دفعته دفعًا إلى هذا، الزوجة عندها ما عند غيرها، فضلاً عن أنها هي التي اختارها دون نساء الدنيا؛ فجعل لها بيتًا، وهيّأ لها عشًّا، هي إلفه وهو إلفها؛ فلماذا أعرض عنها؟ ألم تسأل نفسها هذا السؤال؟

إن شياطين الأنس والجن موجودة خارج البيت، وفي الشوارع وفي المكاتب وفي الإعلام، تجذب قلوب وأبصار الرجال، وتستخرج منهم الرغبة؛ لماذا لا تتعلم الزوجة أن تستخرج المحبة والرغبة فيها نحو زوجها؛ إنه أمر ممكن، ولو حاولناه لبطلت هذه الشكوى، ولسعدت الزوجات، إنه لا يمكن أن يطلب الحرام ومعه الحلال إلا إذا كان طبعه فاسدًا، وليس كل الرجال كذلك .

لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يداعب زوجاته، ويريهن رغبته فيهن، وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يتزينّ له، ويحرصن على مرضاته، وكذلك أبو بكر الصديق، وكذلك حنظلة، وكذلك الأصحاب رضي الله عنهم جميعا، كان الأزواج يجدون عند زوجاتهم كل المطالب، أما الآن نرى أن اهتمام الزوجات ينصبّ على الخدمة في البيت، العمل كخادمة في البيت لزوجها!، إنها تؤجر على ذلك لكن لا ينبغي أن تكتفي بهذا؛ لأن الأزواج لهم مطالب ورغبات غير الأكل والشرب، الزوج له شهواته المتعددة، ولا بد أن يجد ما يطمّعه في زوجته.

نقول للزوجات المسلمات:
تناصحن بالقيام بكل ما يجب أن يجذب الأزواج إلى بيوتهم، وما تعلمن أنه يحبب المرأة إلى زوجها، بادرن.. واجعلن الزوج يهفو ويتوق إليكن؛ فهذه عائشة رضي الله عنها تُسأل: ما حدود ما تتزين به المرأة لزوجها فقالت: إن استطعت أن تخرجي مقلتيك وتجميلهما لزوجك فافعلي، وبهذا تضمن الزوجة دوام حب زوجها ودوام وجوده في بيته وحرصه على الحضور مبكرًا إلى بيته ليستمتع معها.

أما من تغضب من زوجها؛ لأنه يعطيها ظهره كل ليلة ما الذي فعلته معه؟ هل سألته؟ هل استرضته؟ هل اعتذرت إليه؟ هل داعبته؟ هل فعلت ما يجعله -من باب الحرج- أن يحاكيها؟ ماذا تنتظر حتى يعطيها وجهه؟ لماذا لم تأت هي من قِبل وجهه فترضيه؟ لقد اعتادت على ذلك: أغضبته يومًا بعد يوم حتى أصبح ذلك عادة للزوج، كلميه وصارحيه وقولي له بأسلوب المحبة والتودد: أحب عندما تنام أن تعطيني وجهك.
نقول هذا، وقد علمنا من أحد الأزواج أن زوجته عندما تنام لا تضع رائحة طيبة، وقد تكون في ملابس مهلهلة، وقد تكون لها رائحة عرق فيتباعد عنها زوجها لذلك!!، أو قد يكون هناك سببا آخر لم تهتم له الزوجة لكنه بالنسبة للزوج مهم، فلتنظر هي في فعلها، فإذا قامت هي بكل مسئوليتها فلتفاتحه ولتسأله عن الأسباب ويكون الكلام باللين والمودة؛ فقد تكون الأسباب بسيطة يمكن تداركها وذلك أصلح من الغضب والابتعاد والمقاطعة.