الإنصات للخطيب يوم الجمعة واجب، والكلام والخطيب يخطب على المنبر حرام، وفاعل ذلك آثم عاصٍ حتى ولو كان كلامه في ذكر الله في تلك الساعة.
ومن الأشياء التي تبيح الكلام والخطيب يخطب على المنبر تصحيح آية أو حديث أخطأ الخطيب في ذكرهما، وكذلك الرد على الخطيب إذا قال منكرا، على أن الأفضل تأجيل النقاش إلى بعد الصلاة حفاظا على قُدْسية المسجد والبعد عن التشويش.
هل يجوز انتقاد الخطيب في خطبة الجمعة
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:
الكلام يوم الجمعة والخطيب يخطب على المنبر حرام وفاعل ذلك آثم عاصٍ حتى ولو كان كلامه في ذكر الله في تلك الساعة .
فالجمعة سكون وسكوت، ويجب أن يخشع المصلي بقلبه وجوارحه لما تشمله من الوعظ والعلم الذي يحتاج إليه عوام الناس، فلا يجوز الحديث حتى ولو كان انشغاله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أوسع الواجبات المأمور بها، حتى ولو كان بكلمة (صه) أو كلمة (انصت).
ولكن يجوز للمأموم أن يصحّح للخطيب آية أخطأ فيها، ويفتح عليه إذا احتاج وهو على المنبر ، وكذلك يجوز الردّ على الخطيب إذا قرّر الشِّرْك والبدعة والمنكر أثناء الخطبة ما لم يؤدِّ ذلك إلى حدوث فتنة أو منكر أشدّ في المسجد فحينئذ يؤجّل الإنكار إلى ما بعد الخطبة فيقوم ويبيّن ، وإّذا قال الخطيب كلاما باطلا لم يجب الإنصات له كما ورد أنّ بعض السّلف كانوا يتكلمون عندما كان الحجاج الظالم يلعن عليا رضي الله عنه على المنبر ويقولون : إنا لم نؤمر أن ننصت لهذا .أهـ
حكم الإعتراض على الخطيب يوم الجمعة
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر ـ من كبار علماء الأزهر الشريف:
الاعتراض على الخَطيب بأي وجه من الوجوه ليس ممنوعًا، ولكن ينبغي أن يكون بأسلوب حكيم. وقد ثبت أن امرأة اعترضَت على عمر ـ رضي الله عنه ـ في خُطبته وهو ينهي عن المغالاة في المهور،وأن رجلاً قال له: والله لا سمِعْنا قولَك ولا أطعْنا أمرك، عندما قال لهم: اسمعوا قولي وأطيعوا أمري، إلى غير ذلك من الحوادث.
ومن هنا لا نجد مانعًا من تصحيح خطأ، أو وضع وقع فيه الخطيب، سواء أكان ذلك بالكلام أو التصفيق أو غيرهما، بشرط ألا يترتّبَ عليه لغَط أو تشويش يتنافى مع جلال الموقف، فإن استجاب فبها، وإلا فلا يجوز الإلحاح في التنبيه، فقد يكون لذلك رد فعل سيِّئ بأي وجه يكون.أ.هـ