يقول الإمام النووي في شرح الحديث:

‏‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة ) ‏قال أهل اللغة : معناه ذل وقيل : كره وخزي ،وأصله لصق أنفه بالرغام ، وهو تراب مختلط برمل ، وقيل : الرغم كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه . وفيه الحث على بر الوالدين ، وعظم ثوابه .

ومعناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة ، أو النفقة ، أو غير ذلك سبب لدخول الجنة ،فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة وأرغم الله أنفه .

هذا الحديث صحيح ،ويعرف هذا اللفظ من له دراية باللغة ،فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم عربيًا ،يكلم أناسًا أصحاب فصاحة وبيان ،ومثل هذه المصطلحات كانت شائعة في هذا العصر،وليس فيها ما يقلل من مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ،والمقصود منها،ذل وخسر من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يكونا سببًا في دخوله الجنة ،فالمعنى هوالخسران والخزي،فأي عجب في أن ينطق الرسول صلىالله عليه وسلم بمثل هذا اللفظ في باب حث على بر الوالدين،وتحذير من عقوقهما،وفوات خيرهما