روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي ﷺ خرج علينا فقلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟
قال: ( فقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبرا هيم إنك حميدٌ مجيدٌ ).
معنى الصلاة على النبي ﷺ
قال ابن حجر في فتح الباري ،في شرح هذا الحديث:
معنى صلاة الله على نبيه : رحمته ومغفرته وثناؤه عليه عند ملائكته ، ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء والاستغفار له .
والمراد بالبركة هنا الزيادة من الخير والكرامة ، وقيل :المراد التطهير من العيوب والتزكية ، وقيل: المراد إثبات ذلك واستمراره من قولهم بركت الإبل أي ثبتت على الأرض ، وبه سميت بِرْكة الماء لإقامة الماء فيها . والحاصل أن المطلوب أن يعطوا من الخير أوفاه ، وأن يثبت ذلك ويستمر دائما .
والمراد بالعالمين فيما رواه أبو مسعود في حديثه: أصناف الخلق ، وفيه أقوال أخرى : قيل ما حواه بطن الفلك ، وقيل: كل محدَث ، وقيل : ما فيه روح ، وقيل : يتقيد بالعقلاء ، وقيل : الإنس والجن فقط .
معنى إنك حميد مجيد
وقوله : ( إنك حميد مجيد ) : أما الحميد فهو فعيل من الحمد بمعنى محمود ، وأبلغ منه وهو من حصل له من صفات الحمد أكملها ، وقيل هو بمعنى الحامد أي يحمد أفعال عباده .
وأما المجيد فهو من المجد وهو صفة من كمل في الشرف ، وهو مستلزم للعظمة والجلال كما أن الحمد يدل على صفة الإكرام ، ومناسبة ختم هذا الدعاء بهذين الاسمين العظيمين أن المطلوب تكريم الله لنبيه وثناؤه عليه والتنويه به وزيادة تقريبه ، وذلك مما يستلزم طلب الحمد والمجد ففي ذلك إشارة إلى أنهما كالتعليل للمطلوب ، أو هو كالتذييل له ، والمعنى إنك فاعل ما تستوجب به الحمد من النعم المترادفة ، كريم بكثرة الإحسان إلى جميع عبادك . (انتهى)
هذا وللصلاة على النبي ﷺ صيغ أخرى صحيحة .