روى فى الصحيحين عن عائشة رضى الله تعالى عنها ( ما كان رسول الله ﷺ يزيد فى رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر ) .
وما روى عن ابن عباس من أنه ﷺ كان يصلى فى رمضان عشرين ركعة سوى الوتر فضعيف .
أما ثبوت العشرين ركعة فكان بإجماع الصحابة فى عهد عمر رضى الله تعالى عنه، وكون الرسول لم يثبت عنه أنه صلى العشرين لا يعتبر دليلا على عدم سنية العشرين لأنه ﷺ أمرنا أن نتبع ما يحدث فى عهد الخلفاء الراشدين .
حيث قال صلوات الله وسلامه عليه ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ ) وقال أيضا ( ستحدث بعدى أشياء فأحبها إلّى أن تلزموا ما أحدث عمر ) وروى أسد بن عمر عن أبى يوسف قال سألت أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر فقال التراويح سنة مؤكدة ولم يستحدثه عمر من تلقاء نفسه ولم يكن فيه مبتدعا ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله ﷺ، ومادام الرسول صلوات الله عليه قد أمرنا باتباع ما يحدث فى عهد الخلفاء الراشدين وخاصة سيدنا عمر فتكون صلاة العشرين ركعة هى سنة التراويح، فكأن الرسول هو الآمر بها حتى إن الأصوليين ذكروا أن السنة ما فعله النبى ﷺ أو واحد من الصحابة على أن الإجماع من الأدلة الشرعية التى يلزم الأخذ بها .
والخلاصة: أن التراويح وعددها عشرون ركعة سنة حضرة المصطفى ﷺ ومن قال بأنها سنة عمر مردود بما ذكر .
ففى الفتاوى الهندية عن الجوهرة هي سنة رسول الله ﷺ .
وقيل هى سنة سيدنا عمر رضى الله عنه والأول أصح .
وهذا هو الذى يستفاد من كلام جمهرة فقهاء الحنفية .
ولعل أحسن توفيق فى هذه المقام هو ما ذكره الكمال بن الهمام من فقهاء الحنفية فى الفتح حيث قال ما ملخصه إن قيام رمضان سنة إحدى عشرة ركعة بالوتر فى جماعة فعله ﷺ ثم تركه لعذر، إلى أن قال ولا يستلزم كون ما يفعله الصحابة سنة بل هو ندب إلى سنتهم إذ سنته بمواظبته بنفسه فتكون العشرون مستحبا وذلك القدر منها ثمان ركعات هو السنة كالأربع بعد العشاء مستحبة، وركعتان منها هى السنة، وظاهر كلام المشايخ أن السنة عشرون ومقتضى الدليل ما قلناه .
ويجب أن يفهم أن صلاة التراويح ليست بفرض .
والدين يسر ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وسماحة الشريعة تقتضى من المسلمين ألا يصل بهم الاختلاف فى مثل هذه الأمور من الدين إلى التداعى والتنابذ والتشدد إلى درجة العقيدة والإيمان ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فمن استطاع صلاتها عشرين ركعة مغضيا الطرف عن هذا التعصب فقد أتى بالكمال وعمل عملا يثاب عليه وله أجر وافر، ومن لم يستطع صلاة العشرين صلى ما فى استطاعته ويكون بذلك مأجورا أيضا غير أنه لم يرق إلى درجة الكمال ولا يكون بذلك تاركا فرضا من الفرائض .
ويستحب الجلوس بين صلاة كل أربع ركعات بقدرها، وكذا بين الترويحة الخامسة والوتر، وهذا هو المتوارث عن السلف كما صلى أبى بن كعب بالصحابة وروى عن أبى حنيفة - واسم التراويح ينبىء عن هذا - إذ المستحب فقط هو الانتظار ولم يؤثر عن السلف شىء معين يلزم ذكره فى حالة الانتظار وأهل كل بلد مخيرون وقت جلوسهم هذا بين قراءة القرآن والتسبيح وصلاة أربع ركعات فرادى والتهليل والتكبير أو ينتظرون سكوتا ولا يلزمهم شىء معين .
صلاة التراويح – كيفيتها وعدد ركعاتها ومشروعيتها وفضلها
اقرأ المزيد في سلسلة: "صلاة التراويح"
- صلاة التراويح – كيفيتها وعدد ركعاتها ومشروعيتها وفضلها
- صلاة التراويح جماعة أو منفرد
- ماهي صلاة التراويح وكيفيتها وعدد ركعتها
- هل صلَّى رسول الله التراويح عشرين ركعة ؟
- حكم صلاة التراويح
- حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح
- القراءة من المصحف في صلاة التراويح
- قيام رمضان وصلاة التراويح
- حكم صلاة التراويح بسور متفرقة من القرآن
- هل يشرع سجود السهو في صلاة التراويح
- صلاة التراويح حكمها والتسبيح فيها
- كم عدد الركعات في كل صلاة التراويح؟
- وقت صلاة التراويح
- هل ختم القرآن في صلاة التراويح بدعة
- صلاة التراويح ليلة الشك
- ختم القرآن في صلاة التراويح
- مدة الفصل بين ركعات صلاة التراويح
- الجهر في صلاة التراويح للمنفرد
- مقدار القراءة في صلاة التراويح وهل الأفضل ختم القرآن فيها؟
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اخترنا لكم
الإيمان وأثره في تحقيق النصر
شرح أسماء الله الحسنى وفضلها
من هدي الإسلام في العلاقة الجنسية بين الزوجين
نواقض الوضوء المتفق عليها
واجب المسلم تجاه السنة النبوية
الله أكبر ..وأثرها في سلوك المسلمين
المبشرات بانتصار الإسلام
صلاة قضاء الحاجة ودعائها: كما وردت في السنة النبوية
حديث فراسة المؤمن
المأثور من الذكر بعد صلاتي الفجر والمغرب
الأكثر قراءة