مشاهدة الأفلام الإباحية الجنسية والمواقع الإباحية حرام حرام ،لما فيها من إشاعة الفاحشة وتشجيع الفجور ، وانتشار الرذيلة في المجتمع ، والنظر إلى العورات المحرمة فهي معصية ، ولا تنظر أيها المسلم إلى صغر المعصية أو كبرها ، ولكن انظر إلى من عصيت .وعليك أن تقلع عن المعصية فورا وأن تتوب إلى الله عزوجل ، وأن تركب الفلاتر التي تمنعك من الدخول لهذه المواقع المحرمة .
يقول الشيخ يوسف القرضاوي :
الأفلام الجنسية هذه ليست مباحة لأنه يرى صورة امرأة أجنبية لا يحل له أن يراها بهذا الوضع. أهـ
يقول الدكتور علي جمعة الأستاذ :
حرم الله النظر إلى العورات، قال تعالى “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم”، وقال تعالى: “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن”؛ وذلك سدًّاً لباب الفتنة، وتعويدًاً للمسلم على الطهر والنقاء، والصور الجنسية المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة وغيرها من ثقافة غير المسلمين ورؤيتهم المادية للإنسان والكون والحياة، وهي رؤية تخالف العقيدة الإسلامية جملة وتفصيلاًً؛ ولذلك فالنظر إلى تلك الصور يؤدي إلى الفتنة ظاهرًاً في سلوك المسلم وباطنًاً في عقيدته، فالنظر إليها حرام ونشرها حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَصِفَنَّ المرأة المرأة لزوجها كأنه يراها”، فإذا كان الوصف الذي يرسم صورة ذهنية في ذهن المستمع منهيًّاً عنه فما بالك بالصورة التي تحكي الأصل تمامًا كما تحكيها المرأة .
أهـ
ومسألة عدم قدرة الشباب على الزواج وتحكم الشهوة فيهم من الأمور التي انتشرت في هذا العصر الذي غدا الزواج فيه أمرا غير ميسور للكثيرين ، ولكن نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم بها العلاج فقال صلى الله عليه وسلم : :”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء .

والشهوة أمر جُبل عليه الناس ولا يمكن التخلص منه . والتخلص منه ليس مطلوباً من المسلم ، إنما المطلوب هو أن يمتنع من صرفها في الحرام ، وأن يصرفها فيما أحل الله تعالى.
ويمكن أن يتم حل مشكلة الشهوة من خلال خطوتين:
الخطوة الأولى:
إضعاف ما يثير الشهوة ويحركها في النفس ، ويتم ذلك بأمور، منها:
1 – غض البصر عما حرم الله تعالى، قال عز وجل : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/31
وقال صلى الله عليه وسلم : ” لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى وليست لك الثانية ” . ومصادر النظر الحرام كثيرة، ومنها : النظر المباشر للشباب أو النساء والتأمل في محاسنهم ، ومنها النظر من خلال الصور في المجلات والأفلام.
ب – الابتعاد عن قراءة القصص والروايات التي تركز على الجانب الجنسي، أو متابعة مواقع الإنترنت المهتمة بذلك.
ج – الابتعاد عن جلساء السوء .
د – التقليل ما أمكن من التفكير بالشهوة ، والتفكير بحد ذاته لا محذور فيه، لكنه إذا طال قد يقود صاحبه إلى فعل الحرام.
هـ إشغال الوقت بالأمور المفيدة، لأن الفراغ قد يقود إلى الوقوع في الحرام.
و – التقليل من الذهاب للأماكن العامة التي يختلط فيها الشباب مع الفتيات.

الخطوة الثانية:
تقوية ما يمنع من سير النفس في طريق الشهوة، ويتم ذلك بأمور منها :
أ – تقوية الإيمان في النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل، ويتم ذلك: بكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن ، والتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، والإكثار من النوافل. والإيمان يعلو بالنفوس ويسمو بها، كما أنه يجعل صاحبه يقاوم الإغراء.
ب – الصيام، وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء “. والخطاب للشباب يشمل الفتيات.
ج – تقوية الإرادة والعزيمة في النفس، فإنها تجعل الفتاة تقاوم دافع الشهوة وتضبط جوارحها.
هـ – تذكر ما أعده الله لعباد الصالحين، قال عز وجل ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35 .
و – التأمل في سير الصالحين الحافظين لفروجهم والصالحات ، ومنهن مريم التي أثنى عليها تعالى بقوله : ( وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم/12 ، والتأمل في حال الفاجرات والساقطات والمقارنة بين الصورتين ، وشتان بينهما .
ز – اختيار صحبة صالحة ،ويعين بعضهم بعضا على طاعة الله تعالى.
ح – المقارنة بين أثر الشهوة العاجلة التي يجنيها حين يستجيب للحرام ، وما يتبع هذه الشهوة من زوال لذتها، وبقاء الحسرة والألم . وبين أثر الصبر ومجاهدة النفس ، ومعرفة أن لذة الانتصار على الشهوة والنفس أعظم من لذة التمتع بالحرام .
ط – الاستعانة بدعاء الله تعالى وسؤاله، وقد حكى لنا القرآن العبرة في ذلك بقصة يوسف عليه السلام ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يوسف/33 .