ينبغي للصائم الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار، وسائر أنواع القربات في الليل والنار، اغتناما للزمان ورغبة في مضاعفة الحسنات، ومرضاة لفاطر الأرض والسموات.

والحذر من كل ما ينقص الصوم، ويضعف الأجر، ويغضب الله عز وجل من سائر المعاصي، كالتهاون بالصلاة والبخل بالزكاة وأكل الربا وأكل أموال اليتامى، وأنواع الظلم وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والغيبة والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، والدعاوي الباطلة، والأيمان الكاذبة، وتبرج النساء، وعدم تسترهن من الرجال، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله . وهذه المعاصي محرمة في كل زمان ومكان، ولكنها في رمضان أشد تحريمًا، وأعظم إثمًا، لفضل الزمان وحرمته.

حكم مشاهدة المسلسلات

مشاهدة المسلسلات في رمضان وما بعد رمضان العبرة فيها بطبيعة تلك المسلسلات وما تحتوية وتتضمنه من أفكار ومشاهد، فما كان منها يحوي فكرة طيبة ويحث على المبادئ والأخلاق الفاضلة ويخلو من الوسائل المخالفة للشرع كالتبرج ونحوه ، فهذا النوع لا حرج في مشاهدته بالقدر المعقول ، بحيث لا يلهي عن واجب ولا يضيع فيه من الوقت أكثر من اللازم.
وإن كان الأولى في هذه الأيام المباركة التفرغ للعبادة والذكر، فإن كانت هذه المسلسلات تدخل في الذكر والعلم فربما لا يكره اكثار منها ما لم يكن هناك ما هو أولى منها.

وأما المسلسلات التي تحوي أفكارا مخالفة للشرع، أو مناظر غير مشروعة كتبرج أو أفعال محرمة كالتقبيل بين الجنسين الأجنبيين حقيقة ( لا تمثيلا) ، فلا يحل مشاهدتها، وكذلك إذا كانت تلهي المشاهد عن الطاعة والعبادة وأداء الواجبات .

مشاهدة التلفاز في رمضان

الواجب على الصائمين وغيرهم من المسلمين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم من مشاهدة الأفلام الخليعة التي يظهر فيها ما حرم الله، من الصور العارية وشبه العارية، ومن المقالات المنكرة، وهكذا ما يظهر في التلفاز مما يخالف شرع الله، من الصور والأغاني وآلات اللهو والدعوات المضللة.
ولما في ذلك من التسبب في قسوة القلوب ومرضها واستخفافها بشرع الله والتثاقل عما أوجب الله، من الصلاة في الجماعة أو غير ذلك من ترك الواجبات والوقوع في كثير من المحرمات، والله يقول سبحانه: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ.وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) [لقمان:6-7]، ويقول سبحانه في سورة الفرقان في صفة عباد الرحمن: ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) [الفرقان:72].
ويقول النبي : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف رواه البخاري في صحيحه، معلقًا مجزومًا به. والمراد بالحر –بالحاء المكسورة المهملة والراء المهملة– الفرج الحرام.
والمراد بالمعازف: الغناء وآلات اللهو؛ ولأن الله سبحانه حرم على المسلمين وسائل الوقوع في المحرمات.