الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث ،ونص البخاري هو :
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ لَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ).
واختلف العلماء في تأويل هذا الحديث ،فمنهم من يرى أن المسخ قد يكون حقيقة ،ومنهم من يرى أنه مجاز ،تعبيرا عن بلادة الموصوف،ومما يرجح أنه مجاز ،أن كثيرا من الناس قد خالفوا الإمام وسبقوه ،ولم يحدث لهم مسخ،فكان هذا الرأي أقرب للصواب
يقول الإمام المناوي في كتابه فيض القدير:
(أن يجعل الله رأسه رأس حمار) حقيقة بناء على ما عليه الأكثر من وقوع المسخ في هذه الأمة،أو مجازاً عن البلادة الموصوف بها الحمار فاستعير ذلك للجاهل حيث لم يعلم أن الائتمام يعني المتابعة ولا يتقدم التابع على المتبوع ، أو أنه يستحق به من العقوبة في الدنيا.
هذا ولا يلزم من الوعيد الوقوع، وارتضى بعض الأئمة الثاني وردوا ما عداه بأن تحويل رأس المقتدي من حيث الشكل لم يكن قط ولا يكون بل المراد قلب معنوي وهو مصيره كالحمار في معنى البلادة إذ غاية الحق الجمع بين الاقتداء والتقدم فعلم أنه كبيرة للتوعد عليه بأشنع العقوبات وأبشعها.
وقال الإمام ابن حجر في شرح الحديث:
واختلف في معنى الوعيد المذكور فقيل: يحتمل أن يرجع ذلك إلى أمر معنوي، فإن الحمار موصوف بالبلادة فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام، ويرجح هذا المجازى أن التحويل لم يقع مع كثرة الفاعلين، لكن ليس في الحديث ما يدل أن ذلك يقع ولا بد، وإنما يدل على كون فاعله متعرضا لذلك ، وكون فعله ممكنا لأن يقع عنه ذلك الوعيد، ولا يلزم من التعرض للشيء وقوع ذلك الشيء، قاله ابن دقيق العيد.
وقال أحد العلماء : يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا.
وحمله آخرون على ظاهره إذ لا مانع من جواز وقوع ذلك.