مسجد القبلتين فيقع بالمدينة المنورة وهو من المساجد التاريخية الهامة:

سبب تسمية مسجد القبلتين بهذا الاسم:

قال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}.

روي أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ كان بعد كل صلاة ينتظر أمر ربه في القبلة.

فأنزل الله تعالى : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}إلى أن نزل الأمر الإلهي يأمره بأن يتوجه نحو الكعبة. {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، فقال اليهود: {مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
وكان الأمر بالتحول على ما روي في شهر رجب بعد صلاة الظهر.
وروي أن القبلة صرفت ورسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال. طبعاً كان التحويل (180) درجة أي نصف دائرة تقريباً. وسمي هذا المسحد بعدها بمسجد القبلتين.

وبعد التحويل بدأ التشويش الإعلامي ضد النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ من قبل اليهود من جهة والمشركين من جهة وضعفاء الإيمان من جهة ثالثة. أما حديث اليهود فكان ما ولاهم عن قبلتهم؟ وحديث المنافقين كان: حنَّ محمد إلى أرضه وقومه، وحديث المشركين كان: أراد محمد أن يجعلنا له قبلةً، وأن يجعلنا له وسيلة، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أم لا؟ فأنزل الله تعالى في ذلك: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}، أي اليهود إلى قوله: {إنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وكانت عملية تحويل القبلة إلى مكة في شعبان، وقيل في رجب من العام الثاني من الهجرة.

موقع مسجد القبلتين:

يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلو مترات بالاتجاه الشمالي الغربي.

مراحل تجديد وتعمير مسجد القبلتين:

يقع مسجد القبلتين على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة.

قام عمر بن عبد العزيز بتجديده وتعميره عندما ولي المدينة.
وفي سنة 893 هـ قام الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدم بالمسجد النبوي بتعميره وتجديد سقفه.
وفي سنة 950 هـ قام السلطان سليمان بتجديده وتعميره.
كتب على الحائط الشمالي آية 144 من سورة البقرة بخط جميل جداً، وهو جهة القبلة إلى بيت المقدس.

مساحة المسجد: 3920 م2، وتعلوه قبّتان بقطر 8 / 7 م، وارتفاع 8 /18متر لكلٍّ منهما.