يقع لكثير من الناس أمور مكروهة في زيارتهم لقبر النبي ﷺ نشير إلى أهمها :
1 - التزاحم عند الزيارة , وذلك أمر لا موجب له , بل هو خلاف الأدب , لا سيما إذا أدى إلى زحام النساء فإن الأمر شديد .
2 - رفع الأصوات بالصلاة والسلام على النبي ﷺ أو بالدعاء عند زيارته ﷺ .
3 - التمسح بقبره الشريف ﷺ أو بشباك حجرته . أو إلصاق الظهر أو البطن بجدار القبر .
قال ابن قدامة : ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي ﷺ ولا تقبيله , قال أحمد : ما أعرف هذا . قال الأثرم : رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي ﷺ يقومون من ناحية فيسلمون . قال أبو عبد الله : وهكذا كان ابن عمر يفعل .
هل يجوز الطواف حول قبر النبي والصاق الظهر والبطن بجداره:
قال النووي منبها محذرًا : ولا يجوز أن يطاف بقبره ﷺ , ويكره إلصاق الظهر والبطن بجدار القبر .
قالوا : ويكره مسحه باليد وتقبيله , بل الأدب أن يبعد منه , كما يبعد منه لو حضره في حياته ﷺ هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه , ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام وفعلهم ذلك , فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء , ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم .
معنى قول النبي لا تجعلوا قبري عيدا:
قال ﷺ : { لا تجعلوا بيوتكم قبورًا , ولا تجعلوا قبري عيدًا , وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم } .
معنى الحديث لا تعطلوا البيوت من الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور , فأمر بتحري العبادة بالبيوت ونهى عن تحريها عند القبور , عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة . والعيد اسم ما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائدا ما يعود السنة أو يعود الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك .
قال في عون المعبود : قال ابن القيم : العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من زمن ومكان مأخوذ من المعاودة والاعتياد , فإذا كان اسما للمكان فهو المكان الذي يقصد فيه الاجتماع والانتياب بالعبادة وبغيرها كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر جعلها الله تعالى عيدا للحنفاء ومثابة للناس , كما جعل أيام العيد منها عيدا وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر , كما عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بكعبة ومنى ومزدلفة وسائر المشاعر .
قال المناوي في فيض القدير : معناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد , إما لدفع المشقة أو كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم. وقيل : العيد ما يعاد إليه أي لا تجعلوا قبري عيدا تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي , فظاهره منهي عن المعاودة والمراد المنع عما يوجبه , وهو ظنهم بأن دعاء الغائب لا يصل إليه , ويؤيده قوله : { وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم } أي لا تتكلفوا المعاودة إلي فقد استغنيتم بالصلاة علي.
قال المناوي : ويؤخذ منه أن اجتماع العامة في بعض أضرحة الأولياء في يوم أو شهر مخصوص من السنة ويقولون : هذا يوم مولد الشيخ , ويأكلون ويشربون وربما يرقصون فيه منهي عنه شرعا , وعلى ولي الشرع ردعهم على ذلك , وإنكاره عليهم وإبطاله .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الحديث يشير إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم عنه , فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا.