الأضحية اسم لما يذبح من الأنعام يوم النحر وأيام التشريق بنية التقرب إلى الله تبارك وتعالى، وقد أجمع المسلمون على مشروعيتها لقوله تعالى: ﴿فصل لربك وانحر﴾ [الكوثر: 2]، ولما أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: “ضحى النبي ﷺ بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر” .
وأما الدعاء بالقبول عند الذبح فقد ثبت من هديه ﷺ. وأما الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ عند الذبح بعد البسملة والتكبير فمحل خلاف بين العلماء، فأجازه الشافعي ورجحه ابن القيم، ومنع منه الجمهور مخافة أن يشرك مع الله غيره في الإهلال.
ما الذي يقال عند ذبح الأضحية
يقول الأستاذ الدكتور حسام الدين عفانه – أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس- :
– ثبت أن النبي ﷺ كان إذا ذبح قال : ( باسم الله، والله أكبر ) كما جاء ذلك في رواية لحديث أنس ﷺ عند مسلم : ( قال: ويقول باسم الله، والله أكبر ).
-وثبت في رواية أخرى من حديث أنس قال : ( ضحى النبي ﷺ بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمَّى وكبر … ) الحديث رواه البخاري ومسلم .
حكم الدعاء بالقبول عند ذبح الأضحية:
أما الدعاء كأن يقول : اللهم تقبل مني ، أو يقول اللهم تقبل من فلان ، فهذا مشروع ومستحب.
-لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها : ( أن رسول الله ﷺ قال: باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به ) رواه مسلم .
-وعن جابر بن عبد الله ﷺ قال : ( ذبح النبي ﷺ يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوئين- أي خصيين- فلما وجههما قال : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك وعن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ثم ذبح ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والدارمي، وأخرجه أبو يعلى بسند حسن .
هل تجوز الصلاة على النبي عند ذبح الأضحية:
وأما الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ عند ذبح الاضحية فقال الإمام النووي ( يستحب مع التسمية على الذبيحة أن يصلي على رسول الله ﷺ عند الذبح نص عليه الشافعي في الأم).وقال الشافعي ( ولسنا نعلم مسلماً ولا نخاف عليه أن تكون صلاته عليه ـ ﷺ ـ إلا الإيمان بالله ، ولقد خشيت أن يكون الشيطان أدخل على بعض أهل الجهالة النهي عن ذكر اسم رسول الله ﷺ عند الذبيحة ليمنعهم الصلاة عليه في حال لمعنى يعرض في قلوب أهل الغفلة وما يصلي عليه أحد إلا إيماناً بالله عز وجل وإعظاماً له وتقرباً إليه ﷺ وقربنا بالصلاة عليه منه زلفى ، والذكر على الذبائح كلها سواء ، وما كان منها نسكاً فهو كذلك ) . انتهى.
وقد مال إلى قول الشافعي العلامةُ ابن القيم فذكر أن من مواطن الصلاة على النبي ﷺ عند الذبيحة، وذكر كلام الإمام الشافعي المذكور أولاً .
وخالف الجمهورُ الإمامَ الشافعيَّ في هذه المسألة ، فرأوا أن الصلاة على النبي ﷺ غير مشروعة في هذا الموطن ، وعلَّل بعضهم ذلك بأن قال : لأن فيه إيهام الإهلال لغير الله . وقال آخرون إنها ليست مشروعة لعدم ورود النصوص في ذلك .
وجاء في الأثر عن إبراهيم النخعي قال (إذا جزرت فلا تذكر مع اسم الله سواه ) . وهذا أرجح القولين في المسألة.