إذا كان المقصود أن الذي يجري في فلسطين الآن من علامات الساعة الكبرى فليس هذا منها.
وإن كان المقصود أن الساعة آتية، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “بعثت بين يدي الساعة” فبعث النبي بين يدي الساعة، وكلنا ما زلنا بين يدي الساعة.
لكن ما هو المطلوب منا؟
لقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة فقال:”ماذا أعددت لها؟” المطلوب منا في هذه اللحظة أن ندعم المسلمين في فلسطين بكل ما نستطيع واستذكار فلسطين وتاريخها الإسلامي؛ حتى تبقى حاضرة في قلوب أجيالنا، ولندع الساعة إلى رب الساعة، حتى إذا قامت ونحن نعمل لله وفي سبيله، قامت على مصير هو خير لنا.
من علامات الساعة بعثة النبي
أشراط الساعة ليست كلها على درجة واحدة ، بل منها الصغرى ومنها الكبرى ، والكبرى هي التي إذا ظهرت الأولى منها تتابع ما بعدها كحبات العقد إذا انقطع ، أما الصغرى فإن ما بين ظهور أولها وآخرها زمان كبير ، وبعثة النبي ﷺ هي من علامات الساعة الصغرى لا الكبرى .
عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ : ” بعثت أنا والساعة كهاتين ” ، قال : وضم السبابة والوسطى .رواه البخاري ومسلم .
قال القرطبي :أول أشراط الساعة : النبي ﷺ ؛ لأنه نبي آخر الزمان ، وقد بُعث وليس بينه وبين القيامة نبي .
وأما قوة إسرائيل ( دولة اليهود ) فهو أمر حصل لهم بقدر الله تعالى .
قال تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) آل عمران .
وإمداد الله لهم وإمهالهم ليأخذهم بقوة وشدة .
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته” ، قال : ( ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) .رواه البخاري ومسلم.
وفي زمان المهدي ونزول المسيح عيسى عليه السلام يتم انتصار المسلمين على اليهود .
فقد ثبت أنه بينما إمام المسلمين ” المهدي ” كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو أمامة الباهلي :”………فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه ………..” .
متى ينتصر المسلمين
إذا أراد المسلمون النصر على عدوهم فلا بدَّ لهم من الرجوع إلى الله تعالى ونصرة دينه حتى ينصرهم الله عز وجل، وأن يلتزموا بتعاليم دينهم ورضى ربهم حتى ينصرهم الله، فاليهود أذل وأرذل مما يُتصور لكنهم استقووا في غياب تمسك المسلمين بدينهم .