في آيات كثيرة من القرآن الكريم يأمر الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة، وذلك لعظم شأنها وكونها عمود الإسلام كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ قال: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروه سنامه الجهاد في سبيل الله”، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “أول ما يحاسب عليه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر”.
-فالصلاة أمرها عظيم وشأنها كبير، وهي أعظم فريضة، وأهم فريضة بعد الشهادتين، وقد أكثر الله سبحانه وتعالى من ذكرها في كتابه الكريم تعظيما لشأنها وحثا للأمة على القيام والعناية بها والمحافظة عليها، ومن هذا قوله سبحانه وتعالى: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) [البقرة:238]، وقوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )[النور:56].
-والصلاة هي عمود الدين، وهي أول شيء تحاسب عنه العبد يوم القيامة، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة” فدل على أن تركها يوقع في الكفر والضلال ويوقع في الشرك.
هل التعبير بين الرجل وبين الكفر خاص بالرجال؟
التعبير بالرجل ليس للتخصيص ولكن من باب الإخبار بأحد النوعين على الآخر، فكل ما يأتي من نصوص من الأحكام المعلقة بالرجال أو بالنساء يشمل النوع الثاني، فما جاء في الرجل فهو يعمه ويعم المرأة، وهكذا ما جاء في المرأة، فالله جل وعلا بعث رسوله ﷺ للجميع للرجال والنساء، وللثقلين الجن والإنس، فالأحكام عامة إلا ما خصه الدليل، إلا ما قام عليه الدليل خاص الذي يدل على أن أحد النوعين مخصوص بشيء، وإلا فالأحاديث التي فيها وعد أو وعيد تعم الجميع، وهكذا الآيات التي فيها وعد أو وعيد أو الأوامر أو النواهي فإنها تعم الجميع.
ما هي أركان الصلاة؟
للصلاة أربعة عشر ركناً وهي كالتالي:
1- القيام في الفرض على المستطيع.
2- تكبيرة الإحرام أن يقول “الله أكبر”.
3- قراءة سورة الفاتحة.
4- الركوع وأقله أن ينحني بحيث يمكنه مس ركبتيه بكفيه، والأكمل أن يمد ظهره مستويا ويجعل رأسه كذلك.
5- الرفع من الركوع.
6- الاعتدال قائما.
7- السجود وأكمله تمكين الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف أصابع القدمين من محل السجود. وأقله أن يضع جزء من كل عضو.
8- الرفع من السجود.
9- الجلوس بين السجدتين. وكيفما جلس يكفي، والسنة أن يجلس مفترشا على رجله اليسرى وينصب اليمنى ويوجهها إلى القبلة.
10- الطمأنينة وهي السكون في كل ركن.
11- التشهد الأخير.
12- الجلوس للتشهد الأخير وللتسليمتين.
13- التسليمتان وهو أن يقول مرتين: السلام عليكم ورحمة الله، و في النفل تكفي تسليمة واحدة.
14- ترتيب الأركان، فلو سجد مثلا قبل الركوع عمدا بطلت صلاته، و لو سجد سهواً لزمه الرجوع للركوع ثم يسجد.
ماذا يفعل من ترك ركنا من أركان الصلاة؟
أولا- إذا ترك المصلي أي ركن عمدًا بطلت صلاته، ويجب عليه إعادتها.
ثانيا- إذا ترك المصلي أي ركن سهوًا فهو لا يخلو من حالين:
1- أن لا يتذكر أنه ترك هذا الركن إلا بعد أن يصل إلى موضعه من الركعة التالية، وهنا لا يعتد بالركعة السابقة التي ترك فيها هذا الركن، ويقيم هذه الركعة مقام التي سها فيها، ثم يسجد للسهو.
2- أن يتذكر أنه نسي ركنًا من الركعة قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة التالية، وهنا يجب عليه أن يعود فور تذكره مباشرة ليأتي بهذا الركن.