قراءة القرآن في أي مكان طاهر محترَم لا حرج فيها مطلقًا، إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه، أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته، ويدلُّ على ذلك إطلاق قوله تعالى : (الذينَ يَذْكُرون اللهَ قِيامًا وقُعودًا وعَلَى جُنُوبِهِمْ) [سورة آل عمران : 191].
وإطلاق قوله: (يا أيُّها الذينَ آَمنوا اذْكروا اللهَ ذِكْرًا كَثيرًا. وسبِّحوه بُكرةً وأَصيلاً) [الأحزاب : 41، 42].
والقرآن أشرف الذِّكر، وذلك إلى جانب ما ورد من الحث على قراءة القرآن.
وإنما الممنوع أن يتَّخَذ القرآن وسيلة للاستجداء واستدرار عطف الناس، وبخاصة ما يكون عليه المُستجدي من هيئة مبتذَلة، كأنّها عنوان للقراء أو المشتغلين بالدين عامة.
وعلى هذا يحمل قول النبي -ﷺ- فيما رواه أحمد : “اقرؤوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلُوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به”.
قال الهيثمي : رجاله ثقات، وقال ابن حجر في الفتح : سنده قوي. كما رواه الطبراني أيضًا، وفُسِّر الأكل به بأخذ الأجرة عليه، كما فُسِّر بالاستجداء به والتسول.
ويجب العمل على إزالة هذه المظاهر وغيرها من مظاهر التسوّل، فهي صورة سَيّئة للإسلام، وإغراء بالكسل، وعدم البحث عن العمل الجادِّ الشريف.
أما العاجزون فتجب رعايتهم بما يكفُل لهم العيش الكريم، وتلك مسؤولية المجتمع كله.