كان رسولنا الحبيب يقبل الهدية وروي عنه ﷺ “تهادوا تحابوا ” فللهدية أثرها في تأليف القلوب.
هل يجوز الإهداء للعالم أو معلم القرآن
يقول فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمه الله :
الهدية التي تُقَدَّم إلى الشرفاء تكون مندوبة إذا قُصِد بها المودَّة، ولم يُقْصَد به نفع مادي يَعُد على مهديها، أما بالنسبة إلى الشرفاء فلقول الله ـ عز وجل ـ: (قُلْ لا أسألُكم عليه أجرًا إلا المودةَ في القُرْبَى).
وقال ـ تعالى ـ: (ومَن يَقْتَرِفْ حسنةً نَزِدْ له فيها حُسنًا).
ويقول الله ـ تعالى ـ: (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحيَّةٍ فَحَيُّوا بأحسَنَ منها أو رُدُّوها)،
وأما بالنسبة للشيوخ الذين تَصَدَّوْا لمُلاقاة الناس وقضاء حاجاتهم والإجابة عن أسئلتهم فتقديم الهدية إليهم مندوب كذلك؛ لأنهم إِمَّا أن يكون لهم من المال ما يَفِي بحاجاتهم أصلًا أو يكون ما يَفِي ببعض حاجاتهم دون البعض بكل ما يحتاجون إليه، وفي الحالتين الأُولَيَيْن يجب على الدولة بصفة خاصة، وعلى المستطيع من المسلمين بصفة عامة أن ينظروا إليهم نظرة إجلال وإكبار، وأن يُقَدِّموا لهم ما يحتاجون إليه لا على سبيل الصدقة، ولكن بطريقة الهدية، ولا يغفُلنَّ أحد ما قام به الأئمة مالك والشافعي وغيرهما من العلماء المُشتغلين بالعلم، ولولا ما كان يؤديه الخَيِّرون إليهم لَمَا تَمَكَّنوا من إجابة الناس عندما يسألون، ولَمَا تمكَّنوا من القيام بدروسهم التي بَيَّنت معالم الدين وجعلتْه ميسورَ الاطِّلاع عليه والأخذ به من كل مُتَعَطِّش إلى المعرفة والعلم بدين الله.
الهدية في الإسلام
الهدية إن لم تكن واجبة في بعض الأحيان فهي مندوبة، وإن لم تكن الهدية واجبة أو مندوبة في بعض الأحيان فهي مُسْتَحَبَّة. فمن أين يعيش أولئك الشيوخ إن لم يكن لديهم ما يفي بحاجاتهم وحاجات الطالِبِين.
أما مَن كان لديه المال الكافي فليست الهدية إليه واجبة، بل هي مستحبة؛ لأنها بُرهان وتعبير صادق عن تقدير مُهْدِيِّها للعلم في شخص أهله، على أنه حينئذ ستُرَد إليه هديتُه مُضاعَفَة.