يقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-:
ما جاء عن فضل سور القرآن وتلاوتها ـ من درجات الثواب التي يحصل عليها قارئ هذه السورة أو تلك، مما ردَّدتْه بعض كتب التفاسير ـ فالواقع أني في قراءتي لهذه التفاسير انتهيت إلى أن ما جاء في ذلك من أحاديث إنما قُصد به التناسُب بينها وبين ما احتوت عليه هذه السورة أو السور، واعتراني شكٌّ من جهة أن سور القرآن البالغ عددها: 114 سورة كان الرسول ـ ﷺ ـ يتحدث عن كل سورة منها بما يُناسبها.
والذي نعلمه أن الرسول ما كان يُرتب الثواب على مجرد القراءة، وإنما كان يُرتبه على الإيمان والعمل الصالح، والمسألة ليست مسألة مجرد قراءة فحسْب، ولعلك تدري الحِكمة القائلة: “كم من قارئ يقرأ القرآنَ والقرآنُ يَلْعَنُهُ”.
وقد دفعني ما وقعت فيه من شكٍّ أن أبحث عن أصل هذه الأحاديث، فوجدت أنها ترجع إلى أصل واحد، وأن الذي تحدَّث بها وتكلم بها رجلٌ يُسمَّى “نوح ابن مريم”، وقد سُئل في هذا فقال: “إني وجدتُ الناس قد شُغلوا بتاريخ ابن إسحاق وفِقه أبي حنيفة عن القرآن فأحببتُ أن ألْفِتَهُمْ إلى القرآن فوضعتُ هذه الأحاديث حِسْبَةً لله .