اختلف الفقهاء في القدر الذي تدرك به صلاة الجماعة فعند المالكية والحنابلة الجماعة لا تدرك إلا بإدراك الركوع، وذهب الحنفية والشافعية إلى أن من أدرك التشهد الأخير فقد أدرك الجماعة، وعلى هذا فعلى من دخل والإمام في التشهد الأخير أن يكبر تكبيرة الإحرام ويدرك ما بقي من الصلاة وله أجر الجماعة إن شاء الله.
حكم صلاة الجماعة:
يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-:
صلاة الجماعة من أعظم الطاعات وأفضل القربات، وهي من آكد السنن التي حث عليها رسول الله ـ ﷺ ـ بأقواله وأفعاله، ولم ينقل أنه صلاها منفردا حتى في ظروف الحرب، فقد شرع لأصحابه ثم لأمته من بعده كيفية الصلاة في حالة الحرب والخوف، كما أن من شأن صلاة الجماعة أنها تؤدي إلى المحافظة على الصلوات في أوقاتها التي شرعت فيها قال تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا”.
وقد روى أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ ﷺ ـ أنه قال: “ما من ثلاثة في قرية ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، فإنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية”. رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح، كما روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ في بيان عظم فضل صلاة الجماعة عن النبي ـ ﷺ ـ أنه قال: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين درجة”، وفي رواية: “بسبع وعشرين درجة” الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
بم تدرك صلاة الجماعة:
من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن المسلم إذا أدرك ركعة واحدة من صلاة الجماعة فعليه أن يقضي ما فاته من الركعات التي سبق بها، ويحصل مع ذلك على ثواب الجماعة فقد قال ـ ﷺ: “من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة” وهذا باتفاق العلماء.
-بل قال الحنفية والشافعية: من أدرك الجماعة في التشهد الأخير فعليه أن يقضي ما فاته بعد سلام الإمام، ويحصل على أجر الجماعة.
-وقال المالكية والحنابلة، والغزالي من مذهب الشافعية بأنه لا بد أن يدرك الجماعة قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع الأخير حتى يكتب له ثواب الجماعة، لحديث أبي هريرة السابق “من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة” والركعة تدرك بإدراك الركوع.
-وعلى المسبوق أن يدخل مع الجماعة على الحالة التي كانت عليها، فمن أدرك الإمام راكعا فعليه أن يدخل معه راكعا بعد إتيانه بتكبيرة الإحرام من قيام، ومن أدركه جالسا في التشهد الأول أو الأخير فعليه أن يجلس معه بعد أن يأتي بتكبيرة الإحرام من قيام.