حديث “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين” صحيح عن النبي ـ ﷺ ـ رواه البخاري، وسببه أنه أسَرَ أبا عزَّة الجُمَحِي يوم بدر، فمنَّ عليه وأطْلَقه، وعاهَدَه ألَّا يحْرض عليه ولا يهْجوه، فلمَّا لّحِق بقَوْمه عاد إلى ما كان عليه من التَّحريضِ والهِجَاء، ثمَّ أُسِرَ يوم أحد، فطلب من الرَّسول أن يمُنَّ عليه، فلم يَسْتَجِبْ له وقال هذا الحديث .
ومعناه أن المؤمن ينبغي أن يكون حذرًا متيقِّظًا لا ينخدع بظواهر الناس، وبخاصة من يخالفه في العقيدة، فالنِّفاق له أهله الذين يُجيدونه ويُغرون به الناس، قال تعالى فيهم ( إذَا جَاءَكَ المُنافقون قالوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله والله يَعْلَمُ إنَّكَ لَرَسُوله والله يَشْهَد إنَّ المنافقين لكاذِبُون ) ( سورة المنافقون: 1 ) .
ولو فُرض أن المؤْمن أحْسن الظن بالمُنافق وخُدِع به مرة فلا يَنْبغي أن يُخدع به مرة أخرى، كالذي أدْخل إصبعه في جُحْر فَلدَغَه ثُعْبان، لا يَنبغي أن يدخل إصبعه فيه مرة أخرى .
وهذه دعوة للمؤمنين أن يكونوا على يقظة تامة في تعاملهم مع الناس بوجه عام، ومع الأعداء بوجه خاص، وتشتد الدعوة إلى اليقظة عند وجود الفتن والقلاقل، والله يقول ( يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) ( سورة النساء: 71 ) .
والشاعر الحكيم يقول:
وَمَنْ رَعَى غَنَمًا في أَرْضِ مَسْبَعَةٍ وَنَامَ عَنْها تَوَلَّى رَعْيَهَا الأَسَدُ
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اخترنا لكم
الإيمان وأثره في تحقيق النصر
من هدي الإسلام في العلاقة الجنسية بين الزوجين
المبشرات بانتصار الإسلام
حديث فراسة المؤمن
الله أكبر ..وأثرها في سلوك المسلمين
كيفية مراجعة المطلقة
نواقض الوضوء المتفق عليها
واجب المسلم تجاه السنة النبوية
صلاة قضاء الحاجة ودعائها: كما وردت في السنة النبوية
شرح أسماء الله الحسنى وفضلها
الأكثر قراءة