يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :ـ
وردت أحاديث صحيحة في النهي عن سب الدهر أذكر بعضها:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: قال الله تعالى: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر ) رواه مسلم.
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله ﷺ قال: ( لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ) رواه البخاري ومسلم وغير ذلك من الأحاديث.
وكان سب الدهر من عادات العرب فإذا أصابهم مكروه أو أمر سوء سبوا الدهر وذموه لأن العرب كانوا ينسبون ما كان يصيبهم من المصائب والكوارث إلى الدهر فنهينا عن ذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو مصرف الأمور وكما جاء في الحديث ( أقلب الليل والنهار ) وما الدهر إلا ظرف لوقوع الحوادث فيه.
قال الإمام الخطابي في بيان المراد في قوله ( أنا الدهر ) معناه . أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي تنسبوها إلى الدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لواقع الأمور وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا بؤساً للدهر وتباً للدهر ) فتح الباري 10 / 196.
وينبغي أن يعلم أن الدهر ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام كما حققه بعض أهل العلم:
الأول: أن يقصد مجرد الخبر دون اللوم كأن يقول تعبنا من حر هذا اليوم ونحوه فهذا جائز ولا شيء فيه.
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل لأن الدهر هو المتصرف في الأمور خيرها وشرها فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً حيث نسب الحوادث لغير الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن يسب الدهر معتقداً أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى ولكنه يسب الدهر لأنه محل لهذه الأمور المكروهة فهذا حرام .