إن الزنا كبيرة من الكبائر العظام، سماها الباري فاحشة قال تعالى: ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً” وقد قرن الكلام عن الزنا بالكلام عن الشرك وقتل النفس، وذلك في الحديث عن صفات عباد الرحمن قال تعالى: ” والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً”.      

ما يجب على من وقع في جريمة الزنا

لابد من التوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحاً من تلك الكبيرة العظيمة والندم على فعلها ومن تاب تاب الله عليه قال تعالى: ” ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم”. وقال تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون”.

كيف يتقرب إلى الله ويبتعد عن المعاصي

الذي يحفظ المؤمن من الوقوع في الحرام أن يسد على الشيطان مجارية ويقطع عليه حبائله قال تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر”. وعليه بغض البصر فإن البصر يريد الزنا، وعدم الخلوة بغير محارمه فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.

وعليه أن يلزم الصحبة الصالحة وسيجد فيها عونا له على طاعة الله عز وجل وخير الأصدقاء من إذا نظر إليه ذكر الله تعالى.. واعلم أن التوبة لن تقبل إلا إذا عزمت عزما صادقا على عدم الرجوع إلى المعصية أما إذا كانت مجرد استغفار باللسان مع صدق القلب في العودة إلى ربه والندم على ما كان من أمره فهذا استغفار يحتاج إلى استغفار..