خلاصة ما ننصح به أن إدامة الابن لوالديه النصح والإرشاد كلما سمع منهم غيبة أو نميمة ؛ لان مستمع الغيبة له مثل المغتاب من الإثم إذا لم ينه المغتاب.

ومن الخطأ تصور الوالد أن الكبير هو الذي من حقه النصح!!! وهذه حجة من كفر من آباء الأنبياء والمرسلين وكبرائهم، فقد دعاهم أولادهم الأنبياء فردوا أيديهم في وجوههم كبرا وبطرا وردا للحق استكبارا وعنادا.

كيف ينصح الابن والديه بترك الغيبة؟

أهم شيء أنه لا يسئم الابن من كثرة تكرار النصح لوالديه ، فله بذلك أجر عظيم ؛ففي الحديث الصحيح  أن رسول الله قال : “من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة”.
ويحسن بالإبن أن يتلطف في النصح، ومن الأمور النافعة هنا أن يعرضهم لسماع بعض المحاضرات عن الغيبة والنميمة حتى إذا نهاهم كان نهيه لهم تذكيرا بما سمعموه جميعا ، فهذا أدعى للقبول ، وأبعد للكبر عن  قلوبهم ، وحبذا لو كان أصحاب المحاضرات من المشايخ الذين يجلهم الوالدين.

وبالجملة فهم يحتاجون إلى برنامج إصلاحي كامل شامل، كما أنهم يحتاجون أن يعظموا الله في قلوبهم ، وأن يمتلىء قلبهم خوفا ورهبة من الله ، وأن يمتلىء حبا ورجاء في الله، وهذا يحتاج إلى تعاهد من الابن وصبر طويلين، فليكن شغلك بعلاج المرض أهم من شغلك أيها الابن القضاء على العرض، والله معك يعينك ويقويك ، ويثبتك، ويسددك.

حكم الغيبة والساكت عنها؟

جاء في كتاب إحياء علوم الدين :-
التصديق بالغيبة غيبة ،بل الساكت شريك المغتاب ،وقد روي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أن أحدهما قال لصاحبه إن فلانا لنئوم ثم إنهما طلبا أدما ( أي طعاما )من رسول الله ليأكلا به الخبز فقال “قد ائتدمتما فقالا ما نعلمه قال بلى إنكما أكلتما من لحم أخيكما ”

 فانظر كيف جمعهما وكان القائل أحدهما والآخر مستمعا ،وقال للرجلين اللذين قال أحدهما أقعص الرجل كما يقعص الكلب انهشا من هذه الجيفة ، فجمع بينهما فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه إن خاف، وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر فلم يفعل لزمه ،وإن قال بلسانه اسكت وهو مشته لذلك بقلبه فذلك نفاق ولا يخرجه من الإثم ما لم يكرهه بقلبه.

 ولا يكفي في ذلك أن يشير باليد أي اسكت أو يشير بحاجبه وجبينه فإن ذلك استحقار للمذكور بل ينبغي أن يعظم ذلك فيذب عنه صريحا وقال من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على نصره أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق.