الموظف الذي يتهرب من العمل دون إذن تكفيره عن ذلك يكون برد القيمة المالية التي تقابل الوقت الذي خرج به من العمل مبكرا، يردها إلى صاحب العمل، وليس شرطا بأن يخبره بحقيقة الأمر، بل يمكن أن يرد المال إلى مصلحة العمل دون علمهم، أو يستأذن ويتحلل مما مضى فيعفو عنه.
ما حكم الإهمال في العمل:
يقول الشيخ ابن باز- رحمه الله تعالى- من خصال الإيمان أداء الأمانة ورعايتها كما قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء:58] فالأمانة من أعظم خصال الإيمان، والخيانة من أعظم خصال النفاق، كما قال الله سبحانه وتعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].
فالواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص وعناية، وحفظا للوقت حتى تبرأ الذمة ويطيب الكسب ويرضي ربه، وعلى الموظف أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان وغاية النصح، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه.
ومن خصال أهل النفاق الخيانة في الأمانات كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” متفق عليه، فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بأهل النفاق، بل يجب عليه أن يبتعد عن صفاتهم، وأن يحافظ على أمانته وأن يؤدي عمله بغاية العناية ويحفظ وقته، ولو تساهل رئيسه ولو لم يأمره رئيسه فلا يقعد عن العمل أو يتساهل فيه، بل ينبغي أن يجتهد حتى يكون خيرا من رئيسه في أداء العمل والنصح في الأمانة وحتى يكون قدوة حسنة لغيره.
متى يحق للموظف الخروج من العمل:
لا يجوز للموظف الخروج من العمل، بل يبقى في عمله حتى ينتهي وقت الدوام إلا بإذن من مسؤوله المباشر، لأنه قد تأتيه معاملة جديدة يحتاجها الناس .. أو قد يحتاج إليه العمل، فالواجب على كل موظف أن يبقى في عمله حتى ينتهي الوقت المحدد للعمل إلا بإذن من المسؤول عنه.