الخطوات العملية للترقي التربوي و التزكية بعيدًا عن الجفاء و بعيدًا عن البدع تكون باتباع هدي النبي ﷺ . فقد قال : ( و خير الهدي هدي محمد ) رواه مسلم .
و قد كان ﷺ أبعد الناس عن الجفاء و أحسن الناس خلقًا و معاشرة ورقة قلب حتى وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله (و إنك لعلى خلق عظيم ) و قال تعالى ( ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وقال تعالى: ( حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ).
و كان لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء في الصلاة . كما كان أبعد الناس عن التماوت و اعتزال الدنيا بالكلية.
و لما جاء النفر الثلاثة الذين سألوا عن عبادته ، ثم لما عرفوها كأنهم تقالوها ( أي اعتبروها قليلة ) فقال لهم : ( أما إني أخشاكم لله و أتقاكم له و لكني أصوم و أفطر و أصلي و أرقد و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) متفق عليه.
و الرسول ﷺ هو أفضل نموذج للتوازن السلوكي الممتاز و لذلك جعله الله قدوة للبشرية ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر ) .
فعلى من أراد التوازن أن يتعرف عليه ﷺ و يلتزم بمنهجه من خلال العلماء العاملين الحريصين على منهج الرسول ﷺ و منهج صحبه المقتدين به خير القرون فهؤلاء العلماء هم ورثة الأنبياء كما ورد في الحديث الصحيح.