يجب على من ابتلي بالوسوسة أن يصبر ، وأن يستعين بالله تعالى في التخلص منها ، وقد أرشدنا الله تعالى إلى اللجوء إليه ليخلصنا من وساوس الشيطان ، فقال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ).

فإذا حدث شكٌّ في الوضوء أو الصلاة وجبت الاستعاذة بالله تعالى ، وعدم الالتفات إلى الوسوسة التي هي من الشيطان ، والتركيز في الصلاة وما يقرأ فيها ، وإن شك المصلى في عدد الركعات بَنَى على اليقين وهو الأقلُّ في عدد الركعات لأن اليقين لا يَزول بالشك.

يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشيطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ باللهِ إنَّه هوَ السميعُ العليمُ) (فُصِّلتْ: 36) فعلاج الوَسوسة والتخلص منها هو بالاستعاذة وذِكْرِ الله كثيرًا، ولا تَشغل عقلك ولا قلبك بأيِّ عمل يُخالف الذي أنت فيه. فعند بداية الوضوء تستعِيذ بالله من الشيطان الرجيم بذِكْر الله ثم تَنوي الوضوء وتَقرأ البسملة وتعمل كل فرائض الوضوء وسُننه، ولا تَشغل بالَك وعقلك وقلبك بأيِّ عمل خلاف الوضوء في وقته حتى تتأكد أنك فعلتَ كلَّ الفراض والأركان.

وكذلك في الصلاة بعد النِّيَّة وتَكبيرة الإحرام والدخول في الصلاة لا تَشغلْ بالَك بأيِّ عمل غير أفعال الصلاة، ويكون ذلك في خُشوع وخضوع لله تعالى عملاً بقوله تعالى: (قد أفلَحَ المؤمنونَ. الذينَ هُمْ في صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون: 1 ـ 2) ويجب على المُصلِّي أن يُقبِل بقلبه ويَصرف عن نفسه الشواغلَ ويُفكر في معنى الآيات التي يقرأها ويتفهَّم حِكمة كل عمل يعمله من أعمال الصلاة والصيام؛ لأنه لا يُكتب للمرء من صلاته إلا ما عقَل منها.

واعلمْ أن الوضوء والصلاة والصيام كل ذلك يكون صحيحًا عندما يَحدث لك الوسواس مِن الشيطان ولا تَدَعِ الشيطان يتغلب عليك. وإذا حدث لك شكٌّ في الوضوء أو الصلاة فابْنِ على اليقين، وهو الأقل في عدد الركعات في الصلاة، ومن القواعد الفقهية المُقرَّرة أيضًا “استصحابُ الأصْل وترْكُ الشك وبقاءُ ما كان عليه وأن الشك لا يُزيل اليَقِين”(انتهى).