من المعلوم أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالتقوى وينقص بالمعصية ، وشهر رمضان قد فرض الله صيامه لكي يزداد المسلم تقوى ولكي يتقرب إلى الله في هذه الأيام الفاضلة بالعبادة حتى يكون من أولياء الله تعالى . والمسلم الحصيف هو الذي يداوم على سلوكه في شهر رمضان بعد شهر رمضان حتى يصدق عليه أنه عبد لله في جميع الشهور لا في شهر رمضان فحسب.
مقولة: كن عبدا لله ولا تكن عبدا لرمضان، العبودية لله تستوجب اتباع الأوامر واجتناب النواهي. واتباع الأوامر المقصود منها الحرص على الأعمال الصالحة والطاعات وأعمال البر بعمومها، فيجب علينا أن نتربى من خلال شهر رمضان؛ لنكون ربانيين، لا لنكون مؤقتين في عبادتنا، فخذ أمثلة على الربانية:
–فأول هذه الربانية: تحقيق التقوى بمعانيها الشاملة، والكاملة لمقولة الإمام علي بن أبي طالب في تعريفه لهذه الكلمة: “الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل”، فهذه الكلمات لو فكرنا بجزئياتها وأعطينا كل كلمة وقفة مع النفس لكانت درسا عظيما ونقلة كريمة في الربانية.
-وكذلك الحرص على الأعمال الصالحة، مثل: كثرة السجود لله عز وجل، والصلوات التطوعية مثل السنن والرواتب، وصلاة الإشراق.
-وصلاة الإشراق لا يعرفها كثير من الناس، وقد يختلط عليهم معناها، فلا يفرقون بين الإشراق والضحى رغم وجود الخصوصية والتميز لهذه الصلاة، وهي الواردة في حديث الرسول ﷺ: “من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، فله أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، وصلاة الضحى تكون في بقية النهار، إلى قبيل الظهر بنصف ساعة.
-ثم الحرص على صلاة الوضوء، ثم صلاة التوبة، ثم صلاة الحاجة، ثم صلاة القدوم من السفر، ثم قيام الليل وهو بيت القصيد الذي يفتقر له كثير من الناس، نرجو أن يكون شهر رمضان مدرسة لتربية نفوسنا على القيام.
-وكذلك كثرة ذكر الله عز وجل، (تطبيق أذكار الصباح بكاملها)، ثم أذكار النبي محمد ﷺ من لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة، والاستغفار مائة مرة، والصلاة على الرسول محمد ﷺ مائة مرة، وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم مائة مرة وغيرها من الأذكار دبر كل صلاة، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
-وأيضا الحرص تلاوة القرآن الكريم بتدبر، ثم الاجتهاد في الالتجاء وطلب الدعاء من الله عز وجل، في جميع الأوقات، ثم كذلك الصدقة ثم كذلك الاجتهاد في تحقيق صيام النبي محمد ﷺ إيمانا واحتسابا، ثم كذلك البكاء من خشية الله عز وجل واستحضار عظمته، ثم وقراءة سيرة الحبيب محمد صلى لله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح رحمة الله عليهم، ثم غيرها من أعمال البر، من مجالسة العلماء والدعوة إلى الله، والدعوة إلى الله والدعوة إلى الله، والطاعات كثيرة لا عد لها، ولا حصر.
-ويجب الحرص على اجتناب المنهي عنه الذنوب والمعاصي والحرام، والشبهات، والشهوات، وعدم الإسراف في المباحات، وهذه من الآثام التي لا ينتبه إليها كثير من الناس، (النوم الكثير، والأكل الكثير، والشرب الكثير واللعب الكثير، وغيرها من الإسراف في الأمور المباحة).
-ثم بعد ذلك حتى نكون ربانيين لا بد لنا أن نبتغي بأعمالنا وجه الله، وهي حقيقة الإخلاص التي هي أصل قبول الصيام، ثم كذلك الصحبة الصالحة التي تعين الإنسان على أن يكون ربانيا في هذا الشهر الفضيل.