النهي عن الخلوة المحرمة:

لا شك أن للشيطان مداخله ، وأنه يتغلب على هذين العبدين وأن يجعلهما يقعا في الفخ ، وما كان هذا منهما إلا بتقصيرهم في أوامر الله عزوجل فقد نهى الشرع الحكيم عن الخلوة فيحرم أن يختلي الرجل بالمرأة الأجنبية عنها إلا مع وجود محرم، وهذا التحريم إنما هو سياج لهما حتى لا يقعا في ما حرم الله ، ولا يتصور أن هذه القبل لم تكن في خلوة بل كانت في خلوة بين الشاب والفتاة وكان الشيطان حاضرا لهما وكان ثالثهما ولو أطاعا الله في ترك الخلوة لما حصل أي شيء.

ثم إن الشرع الحكيم حرم على الرجل والمرأة أن يتحدثا حديثا يثير الشهوات الكامنة، وبالطبع قد سبق التقبيل خلوة محرمة وحديث أثار الشهوات .ومن الواقع العملي لم نجد فتى مشى مع فتاة وسلمت له شيئا ولو مكرهة، وهذه الفتاة لو حاولت منع الشاب من العبث بها لنجحت ولكن كان لها هوى في هذه المعصية ، على أن رحمة الله وسعت كل شيء ومن رحمة الله بعباده العاصين أنه يقبل توبتهم النصوح ويغفر لهم الخطايا إن هم صدقوا في التوبة.

كفارة التقبيل المحرم:

1- ألا تسمح الفتاة لنفسها أو الفتى بالخلوة، إذ هي أساس كل شر. وعليهما الابتعاد عن بعض مطلقا إلا إذا الشاب خاطبا.
2- أن يكفر الفتى والفتاة عن الفعلة بما يلي:
أ‌- التوبة الصادقة.
ب‌- الإكثار من الاستغفار، قال تعالى “وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ” (هود : 90 ).
ت‌- التصدق ولو بشق تمرة، قال تعالى:” وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة : 280 ).
ث‌- مصاحبة الأخيار الذين يعينون الفتاة على الطاعة والفتي عليها، قال تعالى:”وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً” (الكهف : 28 ).
ج‌- المحافظة على الصلوات في المساجد، قال تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ” (هود : 114 )
ح‌- تضييق سبيل الشيطان عليهما.
خ‌- كثرة الدعاء.