كتاب “إحياء علوم الدين” كتاب مهم، فيه جوانب قلما توجد في كتاب؛ من ناحية التدقيق الفقهي، والورع، ومحاسبة النفس، ومعالجة قضايا الإنسان فيما بينه وبين ربه، وما بينه وبين الناس. ولكن الضعف الذي فيه أنه ذكر فيه أحاديث ضعيفة بل أحيانا موضوعة وبعض أخبار إسرائيلية، ولكن الكتاب ليس مبنيا عليها بل يقوم على الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة وفقه الإمام الشافعي وحكايات للترقيق وتجاربه الشخصية.
ولأهمية هذا الكتاب؛ فقد لقي العناية والرعاية عبر العصور منذ تأليفه، وتداوله كبار العلماء، وانتفعوا به، واختصروه، وشرحوه، وخرجوا أحاديثه، وبينوا الصحيح من غيره، ولا يوجد في الدنيا كتاب إلا كتاب الله يخلو من نقد.
ولهذا فإن الانتفاع بهذا الكتاب مطلوب لا سيما وقد لُقب به صاحبه “حجة الإسلام”، والأحاديث مخرَّجة معه؛ فلا يخاف من خلط الصحيح بالموضوع، فيؤخذ الجانب القوي من هذا الكتاب، وهو كثير ويترك الجانب الضعيف، وإذا اشتبه علينا أمر مما ذكر فيه، فيسأل عنه أهل العلم لنكون على بينة، ويمكن الرجوع إلى مختصراته كـ”مختصر منهاج القاصدين” أو “موعظة المؤمنين”.. أو غيرها. وإننا لننصح بقراءة الكتاب الأصل، وخاصة لطلاب العلم النابهين.