التميمة كل شيء يُعلَّق من أية مادة تكُون، كقطعة خشب أو خِرْقة أو غيرهما مما يَعتقد الجهلة منفعته وهناك من يعلق التميمة قاصدا جلب المحبة في القلوب ،و القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء ، فمن أراد إيجاد المحبة في القلوب فعليه أن يقصد الله تعالى لا أن يعمل هذه الخرافات ، وتعليق التميمة حتى ولو بالقرآن مسألة خلافية بين العلماء، والراجح فيها أنه لا يجوز تعليقها بحال من الأحوال. 

ما حكم التميمة بالقرآن:

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.. 

الراجح: أن التمائم كلها لا تجوز، لأدلة معتبرة: 

أولاً: لأن الأحاديث التي جاءت بالنهي جاءت عامة… لم تفرق بين نوع من التمائم وآخر. وحينما أنكر النبي  على الرجل التميمة التي يلبسها لم يقل له: هل فيها قرآن أو لا؟ وإنما أنكر التميمة من حيث هي. 

ثانياً: سدا للذريعة: فإن من يعلق القرآن يعلق غيره، والذي يراه لا يعرف إن كان هذا قرآنا أو غير قرآن. 

ثالثاً: إن هذا يعرض القرآن للامتهان والابتذال… فهو سيدخل بها الأماكن النجسة ويقضي حاجته ويستنجي وقد تصيب الإنسان جنابة، أو المرأة الحيض، وهو لابس هذا الشيء الذي فيه آيات القرآن.

لهذا كان الصحيح أن التمائم كلها ممنوعة، وقد قال  داعيا على أصحاب هذه التمائم: (من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له) أي لا ترك الله له، ولا تركه يعيش في دعة. أهـ 

حكم عمل التميمة للحب بين الزوجين:

يقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي ـ رحمه الله ـ.. 

إن القلوب بيد الله ـ تعالى ـ يُقلبها كيف يشاء، ولا يستطيع إنسان أن يسيطر على قلب إنسان آخر ليتحكَّم فيه فيوجهه إلى الحب أو إلى البُغض، والله سبحانه وتعالى يخاطب نبيَّه ويَمُنُّ عليه بأنه هو الذي عطَّف قلوب المؤمنين عليه، ونحو دعوته، وأن النبي لو بذل كل شيء لمَا استطاع أن يُؤلف هذه القلوب دون توفيق الله ومعونته، فيقول الله ـ تعالى ـ لنبيه: ( هو الذي أيَّدكَ بنصرهِ وبالمؤمنينَ وألَّفَ بينَ قلوبهمْ لو أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جميعًا ما ألَّفتَ بين قلوبهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهمْ، نَّهُ عزيزٌ حكيمٌ )( الأنفال: 63 ) .

وفي الحديث الشريف ما يُشير إلى أن وضع المحبة والكراهية في القلوب إنما هو من عمل الله ـ سبحانه و تعالى ـ فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ  ـ قال: “إنَّ اللهَ إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: إني أحبُّ عبدي فلانًا فأحبَّهُ، فيُحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القَبُولُ في أهل الأرض؛ وإذا أبغضَ الله عبدًا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانًا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغَضُ فلانًا فأبغضوه، فيَبغَضونه، ثم تُوضع له البغضاء في الأرض”. رواه البخاري ومسلم والترمذي. 

ولقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقال له : يا أمير المؤمنين إني أريد أن أُطلِّق امرأتي، فقال له ولِمَ ؟ قال لأني لا أحبها فقال له عمر: يا أحمق؛ وهل كل البيوت بُنِيَتْ على الحب، فأين المروءة والتذمم؟ (أي ليس كل الأزواج يحبون نساءهم، والواجب أن يُراعي الزوج حقوق زوجته، ويُحسن معاشرتها ولو لم يُحبها) فنحن نرى أن عمر لم يشر على الرجل بكتابة تميمةٍ أو حجاب، ولو كان هذا نافعا أو مُجديًا لفعلَ. 

ومن هذا يتضح أن أمثال هذه الأوراق لا تأثير لها في إيجاد المحبة أو الكراهية في القلوب، ولا يليق بالعاقل أن يفعل هذا، بل عليه أن يتَّجه إلى الله ـ سبحانه ـ ويسأله الهداية والتوفيق، وأن يُمكِّنَ له الحب في قلوب الناس.