صلاة قيام الليل من السنن الثابتة عن النبي وقد ورد في فضلها نصوص كثيرة من كتاب الله، ومن سنة رسوله ﷺ ، فمن ذلك : قوله تعالى :( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) سورة الذاريات الآية 17 . وقال تعالى :( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) سورة السجدة الآية 6.
وجاء في الحديث عن أبي هريرة قال: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ] رواه مسلم .
وصح في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ) رواه البخاري ومسلم .
وقد كان قيام الليل أول الأمر واجبا يدل على ذلك قول الله تعالى : ( يا أيُّها المُزَّمِّل قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَليلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ورَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلاً )
هذا النِّداء للنبيِّ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وكان قيام الليل واجبًا عليه أول الأمر، وقيل: بَقِيَ بالنسبة له على الوجوب، وقيل نسخ، وصار قيام الليل سنة للجميع كما قال تعالى:( إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ونِصْفَهُ وثُلُثَهُ وطَائِفةٌ مِنَ الذِينَ مَعَكَ واللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ والنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وآَخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) (سورة المزمل : 20) ، فليس هناك فرض على المسلمين إلا الصلوات الخمس.
وجاء في تفسير القرطبي أن الراجح أن قيام الليل كان فرضًا، واختلف هل على الرسول فقط أو عليه وعلى أمته، والصحيح ما ورد عن عائشة أن الله عزّ وجلّ افترض قيام الليل في أول سورة المزمل فقام هو وأصحابه حوله، وأمسك الله خاتمة السورة التي فيها:(إن ربَّك يَعلَمُ…) اثنى عشر شهرًا في السماء حتى أنزل الله عزّ وجل في آخر السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد الفريضة … رواه مسلم.