يأجوج ومأجوج من بني آدم، وهم محصورون في السد، وهذا السد لم يعلم به أحد حتى الآن، وقد بناه ذو القرنين كما جاء في سورة الكهف، وسيخرجون فيشربون الأنهار لكثرتهم جدًا ويهلكون الحرث والنسل، وهم وقود النار يوم القيامة، وهم من علامات الساعة الكبرى، كما قال تعالى: ( حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق).
قصة يأجوج ومأجوج؟
يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: هم من بني آدم ويخرجون في آخر الزمان، وهم في الشرق من جهة الشرق، وكان الترك منهم فتركوا وراء السد وبقي يأجوج ومأجوج من وراء السد، والأتراك كانوا خارج السد، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية وما حولها؛ لأنهم تركوا هناك من حينما بنى ذو القرنين السد صاروا من ورائه من الداخل وصار الأتراك والتتر من الخارج، فهم من وراء السد والله جل وعلا إذا شاء خروجهم على الناس خرجوا من محلهم إلى الناس وانتشروا في الأرض وعثوا فيها فساداً، ثم يرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيموتون موتة حيوان واحد في الحال إذا أراد الله عليهم بعدما ينتشرون في الأرض يرسل الله عليهم جنداً من عنده مرضاً في رقابهم يموتون به، ويتحصن منهم عيسى عليه الصلاة والسلام والمسلمون؛ لأن خروجهم في وقت عيسى بعد خروج الدجال وبعد قتل الدجال ، وبعد نزول عيسى عليه الصلاة والسلام.انتهى
وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن، في سورة الكهف عندما ذكر قصة ذي القرنين، وبنائه السد ليحول بين الناس وبين يأجوج ومأجوج.
الموضع الأول: قال تعالى: ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْن أي ذو القرنين بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا * قالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْما * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ يعني قطع الحديد حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ الجبلين قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً النحاس المذاب فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً أي اختراقا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء أي تهدم وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّا )[الكهف].
الموضع الثاني: في ذكر يأجوج ومأجوج في سورة الأنبياء في قوله تعالى:(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ*وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ) [الأنبياء].
تحذير النبي ﷺ من يأجوج ومأجوج؟
يقول الشيخ محمد صالح المنجد: حذرنا النبي ﷺ في السنة الصحيحة من خطرهم، فقال ﷺ لما دخل على زينب فزعا يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث[رواه البخاري، ومسلم].
قال الحافظ -رحمه الله- في “الفتح”: قوله: إن النبي ﷺ دخل عليها يوما فزعا. وفي رواية: استيقظ النبي ﷺ من النوم محمرا وجهه، أي أن ذلك كان منه فزعا محمرا وجهه، وحمرة وجهه كانت من ذلك الفزع [ينظر: فتح الباري].
وقال ﷺ: فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد بيده تسعين [رواه البخاري، ومسلم].