ما المقصود بأن الدعاء سلاح؟

الدعاء هو الطلب من الله سبحانه وتعالى، وهو توجه العبد إلى الله جل وعلا. وقد ثبت في الحديث الذي رواه الحاكم أن “الدعاء هو سلاح المؤمن”. والمقصود بأنه سلاح المؤمن أنه يواجه به مصاعب الحياة ومشاكلها والضرر الذي ينزل على الإنسان. فالدعاء يعين العبد على مواجهة الصعاب وما ينزل به من ضرر، وهو بحاجة إليه أشد ما يكون.

يقول ابن القيم: الدعاء أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه. فإذا نزل البلاء يخففه الله سبحانه وتعالى.

فالإنسان يستعمل الدعاء، فإن كان في معركة احتاج إلى نصر من الله فيستعمله كسلاح، وهو أقوى مما يملك من سلاح. ويستعمله المظلوم لنُصرة على الظالم، ويستعمله المريض لطلب الشفاء؛ لأن الأسباب بيد الله سبحانه وتعالى وهو الشافي. ويستعمله كل إنسان لدفع الضر عنه، فهو سلاح فعّال يستعين به العبد بالله سبحانه وتعالى.

لكن قد يقع في نفس الإنسان أنه مقصّر أو في معصية، فيظن أن الله لا يستجيب له.

ويقول ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-: لا يمنعنّ أحدًا من الدعاء ما يعلم في نفسه من التقصير. طالما أن العبد يؤمن بالله ويثق بأنه يجيب الدعاء، فليعلم أن الله قد أجاب دعاء شر الخلق، وهو إبليس، حين قال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}. فقال الله تعالى: {إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ}.

كيف يظهر أثر الدعاء في حياة المسلم، وعلى حياته وأسرته؟

-يقول النبي : “الدعاء هو العبادة”.
-ويقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
فالإنسان عندما يلجأ إلى الله بالدعاء، فهو يلجأ إلى من بيده الأمر كله.
فالقلب يطمئن لأنه توجه إلى الله تعالى. أما الالتجاء إلى البشر فلا يملك لك أحد منهم ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا. لكن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء.

وبما أن الدعاء سلاح ويمكن للإنسان أن يستخدمه في كل وقت، فلماذا يغفل كثير من الناس عنه رغم معرفتهم بفضله؟

الأصل أن الموضوع يبدأ من الإيمان بالله سبحانه وتعالى. فضعف الإيمان بقدرة الله، والاعتماد على الأسباب الدنيوية فقط، تجعل الإنسان يغفل عن الدعاء. أيضًا استعجال النتائج؛ يدعو الإنسان الله تعالى وكأنه يريد الإجابة فورًا.

وبعض الناس يلجؤون إلى البشر قبل الله تعالى، كمن يظن أن وظيفته أو رزقه بيد واسطة أو مدير، فيغفل عن الدعاء. فضعف اليقين بالله والاستعجال من أسباب الغفلة عن الدعاء.

كيف نوازن بين الدعاء والعمل؟ وهل الدعاء يغني عن السعي؟

الدعاء لا يغني عن السعي. الإنسان يحتاج أن يوفّق بين الدعاء والعمل؛ فالدعاء أساس العمل وليس بديلًا عنه، وهو من أقوى الأسباب.
مثال: إنسان يريد الذهاب للطبيب، أو أن يشتري سيارة، أو أن يتزوج. فالأصل أن يبدأ بالاستخارة والدعاء قبل العمل. فإذا سعى دون أن يتجه إلى الله، فقد يأخذ ما قدّره الله دون توفيق. أما إذا دعا الله أولًا ثم بدأ بالسعي، جمع بين الدعاء والعمل، ومن هنا يأتي التوفيق باذن الله تعالى.

ويجب أن يكون المسلم صادقًا متوكّلًا كما قال النبي : “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا وتروح بطانًا”. فحتى الطير تسعى ثم يأتيها رزق الله، فكيف بالإنسان يجلس بلا سعي؟
إذن: السعي واجب، والدعاء أساسه التوكل على الله.

أوقات يستحب فيها الإكثار من الدعاء؟ وكيف نربي أنفسنا على الصلة بالله؟

هل هناك أوقات معينة يستحب فيها الإكثار من الدعاء؟ وكيف نربي أنفسنا على دوام الصلة بالله؟
الأوقات التي وردت في السنة:
– بين الأذان والإقامة، والدعاء لا يُرد كما قال .
– الثلث الأخير من الليل، حين ينزل ربنا إلى السماء الدنيا.
– أثناء السجود، وهو أقرب ما يكون العبد لربه.
– يوم الجمعة كله، وخاصة بعد العصر إلى غروب الشمس.
– الدعاء عند انتظار الصلاة.
– بعد التشهد وقبل السلام.

أما تربية النفس على الاتصال بالله فتكون بـ:
– الإيمان الخالص والثقة بالله.
– المحافظة على الصلاة لأنها باب الإيمان.
– المواظبة على أذكار الصباح والمساء.
– وجود ورد يومي من القرآن.
– الاستخارة في كل أمر يعرض للإنسان.