يقول الله تعالى مبينا صفات عباده المتقين(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 135).

ولننظر إلى قوله تعالى :( وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فهذا شرط في التوبة ، أن يطلع الله على قلب المسلم فلا يجد فيه إصرارا على المعصية ، أما من يطلع الله على قلبه فيجد فيه عزما على أن يعصي بعد الإفطار ، أو أن يعصي بعد رمضان، فهو عبد لم يحقق التوبة، وسائر مع الغاوين.

ألا فاعلم أيها المسلم أن شهر رمضان فرصة للتخلص من الذنوب ، وفرصة للتخفف من الخطايا، وحط الذنوب، فهو شهر التوبة والمغفرة، والتوبة والأوبة والإنابة إلى رب العالمين.

وقد أرسل الله عز وجل سيدنا جبريل إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لمهمة خطيرة……. هذه المهمة أن يدعو على طوائف ثلاث، ومن تمام المهمة أن يطلب من سيدنا  محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤمن على دعائه.

فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال :(صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة ،قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ،ثم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين .

قال:ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين،قال:ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين).

فليحذر كل من يريد أن يعبث بفتاة ويصادقها من هذا الدعاء ، وإلا فليعلم أنه مدعو عليه من زمان وزمان، والداعي هو جبريل ، والمؤمن عظيم هذه الأمة سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

إن رمضان فرصة لما هو خير للمسلم ، ألا يريد المسلم أن يكف عن الحرام في رمضان خوفا من الله وإشفاقا من عذابه وحرصا على سلامة صيامه وعبادته في هذا الشهر؟ ألا فأبشر أيها المسلم فإن رمضان فرصة لأن تطلب ممن يقدر أن يعينك على ترك ما لا تقدر، والقدير وعد بالإجابة فلماذا لا تطلب منه العون !!

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ”  ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر”

ويقول” ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء”.