تاريخ قبة الصخرة:
وتعرَّض بيت المقدس للتخريب على يد بُخْتنَصَر بعد 300 سنة من بنائه، كما خرَّبه آخرون، ولم جاء قُسْطَنطين وتنصرت أمه هيلانة استخرجت الخَشبة التي صُلِبَ عليها المسيح من وسط القمامة، وبنت مكان القمامة كنيسة القمامة أو القيامة كأنها على قبره بزعمهم، وخربت ما وجد من عمارة البيت وأمرت بطرح الزِّبل والقمامات على الصخرة حتى غطتها.
ولمَّا ذهب عمر بن الخطاب إلى الشام وسأل عن الصخرة أزال عنها التراب وبنى عليها مسجدًا يُعرف بمسجد عمر ، ولما جاء الصليبيون هدموها وبنوا عليها كنيسة قام بهدمها صلاح الدين سنة 580هـ وأظهر الصخرة وبنى المسجد مكانها على النحو الذي هو عليه الآن . انتهى ” ابن خلدون تُوفي سنة 880هـ = من مارس 1406م.
وجاء في كتاب الشعب “مساجد ومعاهد” ج 2 ص 126: أن البطريق دلَّ عمر على الصخرة ليبني مسجدًا وقال: هي التي كلَّم الله عليها يعقوب.
وفي ص 15 وما بعد بقلم د: السيد محمود عبد العزيز سالم: ” أن قُبة الصخرة في وسط الحرم الشريف ببيت المقدس، وكانت موضع احترام الأديان الثلاثة، أنشأها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بشكل ينافس الكنيسة المجاورة، وشرع في بنائها سنة 71هـ (690م) وأتمها سنة 72هـ واختار لبنائها أرفع مكان في ساحة الحرم الشريف وهو المكان الذي قيل إن الرسول صعد منه إلى السماء ليلة الإسراء.
وكان عمر قد أقامه حين زار الشام سنة 16 هـ وأقيم فيه مُصَلَّى من الخَشَب عُرف باسمه، فأمر عبد الملك بإنشاء القُبة على الصخرة المُقدسة، وأطلق عليها أحيانًا اسم جامع عمر “.
ثم يقول:
شكل قبة الصخرة وحجمها وجدرانها:
والصخرة قطعة من الصخر غير منتظمة طولها 18 مترًا من الشمال إلى الجنوب وعَرْضها 13 مترًا من الشرق إلى الغرب وأكثر أجزائها ارتفاعًا لا يتجاوز مترًا ونصف متر. وفي أسفلها غارٌ كبير بداخله مِحْراب صغير، ويربط أبدان الأعمدة عند منتصفها سياج يفصل بين الأروقة والصخرة، وترتبط تيجان الأعمدة فيما بينها بأوتار خشبية تلافيًا للضغط الناشئ من القُبة.
والجدران الخارجية لقُبة الصخرة تبدو كمثمن طول كل ضلع من أضلاعه الثمانية 12 مترًا ونصف متر، وارتفاعه تسعة أمتار ونصف متر، ويزدان كل ضلع من هذه الأضلاع بسبع طاقات مستطيلة معقودة في أعلاها… وكانت جدران القبة مغطاة قديمًا بتربيعات الفُسَيْفِسَاء، ولكن السلطان سُليمان القانوني استبدل بها سنة 952 هـ (1545م) حشوات من الخزف الرائع . انتهى “.
وصف قبة الصخرة:
تلك نُبْذَة بسيطة من كتابات كثيرة عن الصخرة والقُبة التي بُنيت عليها ويهمنا أن نعمل على استعادتها من أيدي الغاصبين، وأن تتاح الفرصة لشد الرحال إليها فالصلاة فيها تعدل خمسمائة صلاة فيما سواها كما ورد في الحديث.
شبهة أقاويل الناس في قبة الصخرة أنها في الهواء:
فهم يقولون إن الصخرة كانت في الهواء حيث هي الآن ، وإن الناس بنوا تحتها هذا البناء ووصلوه بها ، وشبهتهم أن الصخرة مرتفعة عن أرض الحرم التي هي الآن سطح الحرم الأصلي الذي تحت الأرض، وفاتهم أن رفع الصخرة من أرض الحرم الذي في الأرض أو سطحه الذي هو صحن المسجد لهذا العهد متيسر للإنسان ويوجد له نظائر في مباني الغابرين والحاضرين .