يقول الشيخ مصطفى الزرقا:
إن الإيداع في البنوك الربوية كنا نجيزه لاضطرار الناس إليه، إذ لا يمكن إلزام الناس بأن يخبئوا وفر نقودهم في بيوتهم؛ لما في ذلك من محاذير ومخاوف معروفة، ولم يكن يوجد طريق آخر لحفظ أموالهم سوى الإيداع في البنوك.
لكن بعد قيام البنوك الإسلامية، ودُور الاستثمار الإسلامية في مختلف البلاد العربية والإسلامية، زالت الضرورة، فلا أرى جواز الإيداع في البنوك الربوية لما فيه من تقوية لها على المراياة.
هذا بالنسبة للإيداع.
أما الفوائد التي يحتسبها البنك الربوي للمودعين فإن الفتوى مُطَّردة على أنها لا ينبغي تركها للبنك، بل تؤخذ، ولكن لا يجوز للمودع أن ينتفع بها لنفسه أصلاً، لا أن يأكلها، ولا يدفعها زكاة عن أمواله، ولا يؤدي منها ضريبة للدولة، بل يصرفها إلى الفقراء الذي يستحقون الصدقة، ولا تعتبر له صدقة كما لو تصدٌّق من حُرِّ ماله، بل يثاب على كونه كان وسيطًا لنقلها من صندوق البنك إلى الفقراء.
فالفقراء هم المستحقون أصلاً لكل مال لا مستحق له شرعًا، والمشاريع الخيرية بالمقاييس الإسلامية نراها مصرفًا لذلك أيضًا كالفقراء.