جعل الشرع لا إله إلا الله بداية الدخول في الإسلام، وجعل النطق بها واجب على كل مسلم ولو مرة واحدة في العمر قاصدًا بها أداء الواجب، وجعل ترديدها أفضل الذكر.وفي هذا يقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله (من علماء الأزهر): إن الشرع قد جعل النطق بالشهادتين شرطًا لازمًا لإجراء الأحكام الدنيوية على المؤمن كالصلاة خلفه، والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، وتزوّجه مسلمة، فإذا لم ينطق بهما لعذر كالخرس، أو لم يتمكن من النطق بهما، بأن مات عقب إيمانه بقلبه، أو اتفق له عدم النطق بهما بعد الإيمان بقلبه فهو مؤمن عند الله وناج في الآخرة، وجعل النطق بكلمة التوحيد واجب على من نشأ مؤمنًا في العمر مرة ناويًا أداء الواجب، وإلا فهو عاصٍ، ثم ينبغي له الإكثار من ذكرها عارفًا معناها، مستحضرًا ما احتوت عليه لينتفع بذكرها في الدنيا والآخرة، فتتفجر ينابيع الحكمة من قلبه، ويرى لها من الأسرار والعجائب إن شاء الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر. ومن امتنع عن النطق بهما عنادًا بعد أن عُرِض عليه ذلك فهو كافر، والعياذ بالله تعالى ولا عبرة بتصديقه القلبي مع هذا الامتناع.

فضل لا إله إلا الله:

ورد في فضل كلمة “لا إله إلا الله” أحاديث كثيرة، منها: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، أن النبي  قال: “فضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”. (أخرجه مالك والترمذي)حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي  قال: “أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله. (أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وقال: حسن غريب، وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه). حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي  قال: “قال موسى عليه الصلاة والسلام: يا ربِّ علمني ما أذكرك وأدعوك به. فقال: يا موسى. قل: لا إله إلا الله. قال موسى عليه الصلاة والسلام: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: قل لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا أنت. إنما أريد شيئًا تخصني به. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله” (أخرجه النسائي وابن حبان). حديث عبد الله بن عمرو أن النبي  قال: “التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه” (أخرجه الترمذي).