طاعة رسول الله ـ ﷺ ـ من طاعة الله عز وجل، لأن الله أمرنا بطاعته، واتباع سنته، وطاعة النبي توجب للطائع الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
يقول فضيلة الشيخ عبد الخالق حسن الشريف (أحد العلماء بمصر):
علينا أن نتعرف على بعض حقوق رسول الله ـ ﷺ ـ علينا، وما يعود علينا من خيراتها، واتباع رسول الله ـ ﷺ ـ وطاعته من ألزم الأمور وأوجب الواجبات وذلك لأن :ـ
أولا: طاعته طاعة لله تعالى لقوله تعالى: “من يطع الرسول فقد أطاع الله” (النساء: 80) “وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله” (النساء: 64).
ثانيا: طاعته من أركان الإيمان قال تعالى: “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا” (النساء: 65).
ثالثا: طاعته سبب في الهداية قال تعالى: “وإن تطيعوه تهتدوا” (النور: 54).
رابعا: طاعته سبب في الرحمة قال تعالى: “وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون” (آل عمران: 132)
خامسا: طاعته تجمع المطيع مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قال تعالى: “من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما” (النساء: 69، 70)
سادسا: طاعته سبب في الفوز و دخول الجنة قال تعالى: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم” (النساء: 13).
وقال تعالى: “ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون” (النور: 52).
سابعا: اتباعه علامة حب العبد لربه وسبب في حب الله لعبده، قال تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله” (آل عمران: 31).
ثامنا: اتباعه سبب في مغفرة الذنوب قال تعالى: “ويغفر لكم ذنوبكم” (آل عمران: 31).
تاسعا: اتباعه سبب في الهداية قال تعالى: “فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون” (الأعراف: 158).
عاشرا: والآيات في وجوب طاعته واتباعه كثيرة ونكتفي بما سبق الإشارة إليه لننقل بعض الأحاديث الواردة في هذا المقام.
وقد وردت أحاديث كثيرة في ضرورة ولزوم الاعتصام بالكتاب والسنة، حتى أفرد علماء الحديث في مؤلفاتهم بهذا العنوان كتابًا، كما بينت الأحاديث وجوب الطاعة والتأسي وهلاك من لا يلتزم بذلك ومما ورد في هذا الشأن:
حادي عشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ـ ﷺ ـ قال: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي، قالوا: يا رسول الله ومن يأبي؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” رواه البخاري.
ثاني عشر: عن أبي موسى عن النبي ـ ﷺ ـ قال: “إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال إني رأيت الجيش يعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق” رواه البخاري.
ثالث عشر: وعن العرباض بن سارية في حديثه في موعظة النبي ـ ﷺ ـ أنه قال: “فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” أبو داود وإسناده صحيح.
ـ وقال رسول الله ـ ﷺ ـ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” متفق عليه.
ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: صنع رسول الله ـ ﷺ ـ شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله ـ ﷺ ـ فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية” متفق عليه.